يستذكر المواطنون اليوم(الجمعة) يوماً مجيداً أضحى فيه المواطن السعودي شامخاً يعتز بدينه وبوطنيته تحت ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي ارتأته ووضعته أول أهدافها نحو تطويره وتمكينه ليرتقي بين شعوب العالم بكل فخر وعزة، حاملاً لقب «المواطن السعودي». اليوم، تحل الذكرى ال86 لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يومَ أن أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، توحيد المملكة تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وأطلق اسم «المملكة العربية السعودية» عليها في ال19 من شهر جمادى الأولى من سنة 1351ه بعد جهاد استمر 32 عاماً، أرسى خلالها قواعد هذا البنيان على هدى كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين، صلى الله عليه وسلم، سائراً في ذلك على نهج أسلافه من آل سعود. اليوم، يستذكر المواطنون «نشأة دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الإسلام، وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية في كل أصقاع الدنيا، ناشرةً السلام والخير والدعوة المباركة، باحثةً عن العلم والتطور سائرةً بخطى حثيثة نحو غدٍ أفضل لشعبها وللأمة الإسلامية والعالم أجمع». نستعيد تلك الذكرى ونحن نعيش اليوم واقعاً جديداً حافلاً بالمشاريع التنموية الضخمة التي تقف شاهداً على تقدم ورقي المملكة أسوة بمصاف الدول المتقدمة. وارتسمت على أرض المملكة العربية السعودية ملحمة جهادية تمكن فيها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - من جمع قلوب أبناء وطنه وعقولهم على هدف واعد نبيل، قادهم - بتوفيق الله وما حباه الله من حكمة - إلى إرساء قواعد وأسس راسخة لوطن الشموخ، حتى حباه الله بتحقيق هدفه ونشر العدل والأمن ممضياً من أجل ذلك سنين عمره. وأشارت وكالة الأنباء السعودية في تقريرها إلى أن «أبناء المملكة يعيشون صور وملاحم ذلك التاريخ وأكفهم مرفوعة اليوم بالدعاء لله - عز وجل - أن يجزي الملك عبدالعزيز - رحمه الله - خير الجزاء، فله الفضل بعد الله في ما نحن فيه من نعم كثيرة ليس آخرها ما تنعم به مملكتنا من أمن وأمان». وأوضحت أن «فجر اليوم الخامس من شهر شوال من العام 1319ه بزغ إيذاناً بعهد جديد، إذ استعاد الموحّد الباني الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مدينة الرياض ملك آبائه وأجداده في صورة صادقة من صور البطولة والشجاعة والإقدام، فوضع أولى لبنات هذا البنيان الكبير على أسس قوية، هدفها تحكيم شرع الله والعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم». ولفتت إلى أن «هذا التاريخ الجميل يمضي بنا لنعيش معاني قوة الرجل الباني المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله الذين وعلى رغم قلة عددهم وعتادهم انطلقوا من الرياض بذلك الإيمان الصادق في جهاد، حتى جمع الله به الصفوف وأرسى دعائم الحق والعدل والأمن والأمان لتتوحد القلوب على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وكذلك أرجاء البلاد، حيث أينعت حينها تلك الجهود أمناً وأماناً واستقراراً، وتحول المجتمع من قبائل متناحرة إلى شعب متحد ومستقر يسير على هدي الكتاب والسنة». أبناء شهداء الوطن يشاركون الأهالي فرحتهم بذكرى اليوم الوطني شارك عدد من أبناء شهداء الوطن بمنطقة تبوك مساء أمس، أهالي المنطقة فرحتهم بالاحتفاء بذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ال86، وتقدموا المسيرة الطلابية التي شارك فيها أكثر من 5 آلاف طالب من مختلف القطاعات التعليمة بالمنطقة، واضعين على صدورهم لافتات كتبت عليها أسماء آبائهم، وسط تفاعل كبير من الأهالي الذين اكتظت بهم جنبات متنزه الأمير فهد بن سلطان بمدينة تبوك، الذي أحتضن فعاليات احتفاء المنطقة بذكرى اليوم الوطني. وعبر أبناء ذوي الشهداء عن اعتزازهم بالمشاركة في هذه المناسبة التي تخلد في النفوس ذكرى من ضحوا بأنفسهم وأموالهم وبذلوا الغالي والنفيس من أجل الدين والوطن والمليك، مشيرين إلى أن لذكرى اليوم الوطني طعماً خاصاً وفرحة لا توصف. وقالوا إنهم يفخرون بما قدمه شهداؤهم من جهود وتضحيات من أجل الدفاع عن الدين والوطن، الذين نالوا شرفها جميعا، مؤكدين على أن الوطن غالٍ يرخص من أجله كل نفيس، معربين عن شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، على ما يولونه من اهتمام وتقدير لأسر الشهداء وأبنائهم، سائلين الله العلي القدير أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها، وعلى حكومة المملكة عزها وتمكينها، وأن يرد عن بلادنا كيد الأعداء والحاقدين، وأن ينصر جنودنا المرابطين نصراً عزيزاً، ويخذل عدوهم.