قال الاقتصادي الدكتور فضل البوعينين ل«الحياة»: «حلت ذكرى اليوم الوطني لهذا العام بالتزامن مع تحولات اقتصادية جوهرية وتحول وطني شامل يستهدف إعادة الهيكلة وبناء الاقتصاد السعودي وفق رؤية طموحة تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد ومصادر الدخل، وإعادة بناء الدولة الحديثة وفق أسس متوافقة مع الطموح وحاجات المرحلة الحالية». وأوضح أن «الوضع الاقتصادي خلال العقود الماضية، شهد تطوراً كبيراً انعكس على جميع قطاعات الدولة، وأسهم في إحداث ثورة تنموية يشار لها بالبنان. وعلى رغم الظروف الاقتصادية العالمية وتتابع الأزمات الدولية، نجحت المملكة في المحافظة على أدائها الاقتصادي الجيد، وتمكنت من خفض الدين العام إلى مستويات متدنية بلغت بنهاية العام 2015 ما نسبته 5.9 في المئة من الناتج المحلي، ما جعلها أقل دول مجموعة ال20 في حجم الدين العام. إضافة إلى ذلك نجحت في بناء احتياطات ضخمة جعلتها في المركز الثالث عالمياً، وهو ما ساعدها بعد الله في مواجهة متغيرات الاقتصاد العالمي وانخفاض أسعار النفط الحادة. وكنتيجة مباشرة لتغير حاجات الاقتصاد، وأهمية تنويع مصادره وإعادة هيكلته على أسس علمية وعملية تفضي إلى الاستدامة وتعظيم الموارد ومعالجة المشكلات والارتقاء به إلى مصاف الاقتصادات العالمية المعتمدة على الإنتاج والإبداع والابتكار تقدمت الحكومة ببرامج طموحة تمثلت في رؤية المملكة 2030، وهي الرؤية التي تضمنت أهداف متنوعة تلتزم الحكومة بتنفيذها خلال 15 عاماً المقبلة». وأضاف: «إن الرابط بين رؤية المملكة 2030 واليوم الوطني من الأمور المنطقية، إذ الاحتفاء باليوم الوطني يكون أكثر ارتباطاً بالمنجزات على أرض الواقع، والتي تعتبر ترجمة حقيقية لأهداف الرؤية. من الممكن أن يشكل اليوم الوطني نقطة القياس السنوية التي تقيم العمل والجهد المبذول خلال ال12 شهراً الماضية؛ وهكذا دواليك». منوهاً إلى أن «بعض أهداف الرؤية تكون أكثر ارتباطاً بالاحتفاء باليوم الوطني؛ ومنها أهداف الترفيه على سبيل المثال لا الحصر. افتقار مناطق المملكة لأساسيات الترفيه الحديثة يجعلنا أكثر طلباً لتوفيرها في أسرع وقت لتكون بذرات خير تثمر في كل عام بالتزامن مع اليوم الوطني. وتقسيم الأهداف الطموحة إلى أجزاء وتقسيم تلك الأجزاء على المناطق يجعل من عملية التنفيذ أمراً سهلاً ومتاحاً». مشيراً إلى أن الاحتفاء باليوم الوطني هذا العام يشهد تحولاً في الرؤية والأهداف، وهذا ما يجعلنا أكثر تفاؤلاً بالمستقبل؛ وأكثر حرصاً على أن يتحول اليوم الوطني إلى يوم عمل وقياس لما تم إنجازه وتقديمه كهدية للوطن في يومه الوطني».