شهدت شوارع القاهرة طيلة الأسبوع الماضي، عروضاً جذبت إليها الكبار والصغار بألوانها المختلفة وموسيقاها وخفّة مقدميها. ومن بين الفرق التي تميّزت هذا العام «مهرجون بلا حدود» و «الخيال الشعبي». «بلياتشو قال إيه فايدة فنوني؟ وتلات وقق مساحيق بيلونوني، والطبل والزمامير وكتر الجعير، إذا كان جنون زبوني زاد عن جنوني»، هكذا غنت فرقة «مهرجون بلا حدود» الفرنسية مع تسجيل لصلاح جاهين في زيارتها الأولى إلى مصر عام 2009. وتقوم فكرة هذه الفرقة التي تجول العالم على تقديم عروض للمهرجين في الأحياء الفقيرة والشعبية. وكانت تتكون حينها من خمسة فنانين فرنسيين وثلاثة مصريين. وبعدما أقامت عروضاً عدة في مصر نشأت بينها وبين «جمعية النهضة العلمية والثقافية» شراكة لإقامة ورش عمل وتدريب فنانين مصريين على تقديم العروض بأنفسهم. وصار اسم «مهرجون بلا حدود» معروفاً في أحياء مصر كالسيدة زينب والفجالة وإسطبل عنتر ومدينة السلام وكوم الدكة وغيرها، وفي بعض دور الهيئات الاجتماعية التى ترعى أطفال الشوارع. وما يجمع الناس حولها تميُّز عروضها التي تجمع بين الموسيقى وألعاب البلياتشو أو الألعاب التفاعلية بين المهرجين والجمهور. يقول شاكر سعيد وهو أحد الفنانين المشاركين في العروض: «نتّفق مع جمعيات وهيئات أهلية على تحديد المناطق الشعبية التي سنعرض فيها، التي بدورها تهيّئ أهل الحي لقدومنا. ونحاول أن ندمج عروضنا بما يدور في الشارع في شكل عفوي إذ فوجئنا مرّة بعرس تقليدي في الشارع فدخلناه وقدّمنا ما عندنا بمشاركة العروسين والمدعوين كأن الأمر مدبّر مسبقاً. وهذا ما يميز عروض الشارع». ويفيد سعيد أن بعض العروض يقدم ليلاً لأطفال الشوارع المتسربين من المدارس، ويضيف»: غالبية جمهورنا من المهمشين اجتماعياً والفقراء... وكل هدفنا إمتاع الناس ورسم الضحكات على شفاههم». «فرقة الخيال الشعبي» «أعطينى خبزاً ومسرحاً... أعطيك شعباً مثقفاً» جملة قالها شكسبير وحرّفها 9 فنانين مستقلين الى «أعطنا شارعاً نصنع لك مسرحاً وحياة أفضل». يجتمع التسعة ذوو الخبرة الطويلة في المسرح، تحت ظلّ «فرقة الخيال الشعبي». لا تعرفهم قاعات المسارح التقليدية كالهناجر أو المسرح القومي، لكن لا يوجد شارع أو حي لم يعرضوا فيه أو يرقصوا على الألحان في حواريه. ذهبوا إلى غالبية الأحياء المصرية في غالبية المحافظات، ليقدموا عروض الشارع، وخصّصوا جزءاً منها للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. تسعة فنانين مختلفي الاختصاصات ومتبايني الأفكار، بينهم سويدي قدم الى مصر لدراسة اللغة العربية فبقي فيها، وإسبانية متخصّصة بتربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ويرى مصطفى وافي أحد مؤسسي «الخيال الشعبي» أنه عندما بدأوا نشاطهم كانت فكرة عروض الشارع غريبة على الناس، أما الآن فصار لها جمهور كبير خصوصاً من ذوي الدخل المحدود والأطفال المحرومين حتى من مساحات للعب والرقص والضحك!