اعتبرت طهران أمس، أن تدشين مفاعل «بوشهر» النووي شكّل «هزيمة كبرى للديبلوماسية الاميركية»، فيما كشف الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد عن أول «قاذفة» من دون طيار محلية الصنع، معتبراً إياها «سفير موت أعداء» بلاده، كما استعار تعبيراً يستخدمه مسؤولون اميركيون واسرائيليون، للتلويح بشنّ هجوم على المنشآت النووية الايرانية، مؤكداً ان «كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة» بالنسبة الى بلاده. وأفاد التلفزيون الايراني بأن طائرة «كرار» التي يبلغ طولها 4 أمتار، قاردة على حمل 4 صواريخ كروز ويبلغ مداها ألف كيلومتر، ما يجعلها قريبة من الوصول الى اسرائيل، مشيراً الى انها حلقت بسرعة 900 كيلومتر في الساعة. وقال نجاد ان «هذه الطائرة تُعتبر سفير موت بالنسبة الى اعداء الانسانية، ولكن أيضاً رسالة سلام وصداقة ونداءً لانقاذ البشرية»، مضيفاً ان «المهمة الرئيسة» لهذه الطائرة تتمثّل في «شلّ العدو في قواعده». وأشار الى ان طهران ستواصل مساعيها لتحقيق اكتفاء ذاتي في مجال التسلّح، موضحاً: «نريد أن نصل الى مرحلة لا يمكن فيها لأعداء البشرية التفكير في شنّ عدوان على ايران، بل تكون فيها إيران مظلة دفاع عن كل الأمم المحبة للسلام». واعتبر ان «الدفاع عن ايران الآن هو بمثابة دفاع عن الانسانية جمعاء والقيم الإلهية». وحذر من أن أي هجوم تتعرّض له ايران، سيستدعي «رداً يشمل جميع مناطق الكرة الارضية». وأضاف متوجهاً الى الغرب: «نقول لكم أيضاً إن كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة». وركّز مسؤولون إيرانيون على دلالات تدشين مفاعل «بوشهر»، اذ اعتبر النائب كاظم جلالي الناطق باسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، ان ذلك «أثبت أن تهديدات بعض القوى والنظام الاسرائيلي غير الشرعي، كانت مجرد حرب نفسية ضد إيران». اما السفير الايراني في موسكو محمود رضا سجادي فقال ان «الغرب اعتقد بأن روسيا ستذعن لضغوطه، لكن ضخّ الوقود في بوشهر شكّل هزيمة كبرى أخرى للديبلوماسية الاميركية». واتهم «الاعلام الغربي والصهيوني بانتهاج البروباغندا ضد ايران في روسيا، لتضليل الرأي العام فيها ضد الامة الايرانية»، مشدداً على ان «ايرانوروسيا دولتان مستقلتان وقويتان، والغرب قلق إزاء التعاون الوثيق بينهما». في الوقت ذاته، أشاد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بروجردي ب «حكمة» موسكو في إكمال بناء «بوشهر»، معتبراً ان ذلك يفتح الباب أمام بنائها مفاعلات ذرية اضافية. وقال: «لهذا السبب يتوقّع الرأي العام في إيران ان تلتزم روسيا بتعهدها تسليم طهران أنظمة صواريخ أس-300 المتطوّرة المضادة للطائرات». ورأت أوساط إيرانية ان ضخ الوقود في «بوشهر» يعكس فشل المقاطعة الاقتصادية التي فرضها الغرب علي طهران، فيما ثمة اعتقاد في الشارع الايراني بأن الحكومة والقيادة الايرانيتين، قادرتان علي تجاوز المشاكل التي تعترض تنفيذ البرنامج النووي. لكن هذا الشارع لا يريد أن تكون ضريبة هذا الانجاز، حرباً جديدة علي إيران، وهذا ما تدركه القيادة الايرانية. وفي تعليق بعنوان «تدشين محطة بوشهر النووية وضرورة وعي العرب»، كتبت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (إرنا) ان «العرب اذا نظروا الى موضوع تدشين بوشهر في شكل بنّاء، سيرون أن ذلك من شأنه توفير قاعدة مناسبة لتعزيز وتطوير العلاقات بين دول المنطقة، وخدمة جهود الاستخدام السلمي للطاقة النووية». وأضاف التعليق: «في ظل هذه الاجواء، فإن تطوير العلاقات الايرانية - العربية وتجنّب اتخاذ أي مواقف متشددة تخدم التوجهات الاجنبية، يصبّ في مصلحة دول المنطقة، وهذا ما يجب أن تعيه الدول العربية في رسم سياساتها». على صعيد آخر، أصدر نجاد قراراً بتعيين مدير مكتبه إسفنديار رحيم مشائي «ممثلاً خاصاً له في شؤون الشرق الاوسط». ونسبت «إرنا» الى نجاد تشديده على «الأهمية الاستراتيجية للشرق الاوسط من الناحية السياسية والجغرافية والاقتصادية»، معتبراً ان «اتخاد التدابير الهادفة والواعية بهدف تعزيز العلاقات وتطوير التعاون الثقافي والسياسي والاقتصادي والأمني مع دول المنطقة، وإيجاد أو دعم المنظمات الاقليمية»، يؤدي الى إحباط جهود «القوى السلطوية في تدمير الطاقات ونهب الثروات المادية والمعنوية للشرق الاوسط». ويواجه مشائي انتقادات قاسية من المحافظين، على خلفية دعوته الى «مدرسة ايرانية» للاسلام.