«أنا القدس»، «عابد كرمان»، «موعد مع الوحوش» و «عش الدبور»، أربعة مسلسلات عرض أول تعرض على تلفزيون فلسطين في شهر رمضان، بعدما عرض مسلسل «أسمهان» في رمضان ما قبل الماضي، وكانت المرة الأولى التي يعرض فيها تلفزيون فلسطين مسلسلاً جديداً. ويتشارك ثلاثة من هذه الأعمال في تقديم قضايا سياسية، كل على طريقته. فالمسلسل الأول «أنا القدس» يتناول حكايات من القدسالفلسطينية العربية خلال نهاية الحقبة العثمانية، وحقبة الانتداب البريطاني حتى الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 مروراً باحتلال الجزء الغربي من المدينة عام 1948، بالاستناد إلى مصادر أهمها مذكرات الفلسطيني المقدسي واصف جوهرية، وبعض مذكرات الشهيد عبد القادر الحسيني. علماً ان مخرج العمل باسل الخطيب عبّر في بيان عن سعادته بعرض هذا العمل على شاشة فلسطين، قائلاً: «عنوان المسلسل يعبر عن مضمونه وجوهره، فهو يقدم القدس كأنها تتكلم عن نفسها وتاريخها، أشبه بحالة بوح بأحزانها وأفراحها من خلال شخوص العمل.. وأنا سعيد لعرضه عبر شاشة تلفزيون فلسطين، أصحاب الدار والقضية». أما المسلسل الثاني «عابد كرمان» (من إخراج نادر جلال) فمأخوذ عن رواية خيالية كتبها ماهر عبد الحميد بعنوان «كنت صديقاً لديان»، وبالتالي ليست مأخوذة من ملفات الاستخبارات كما قيل، ويقوم الفنان السوري تيم حسن بتجسيد دور البطل، وهو شاب من فلسطينيي الداخل «عرب 48» الذين صمدوا في أراضيهم بعد النكبة، ومع الوقت حملوا جميعهم الجنسية الإسرائيلية، بالتالي هو مواطن إسرائيلي الجنسية، فلسطيني الأصل، يُجنّد للعمل كعميل لدى جهاز الاستخبارات المصري. ولم يغفل تلفزيون فلسطين الحضور الطاغي للدراما السورية، فكان لها نصيب أيضاً من خلال اختيار إدارته عرض مسلسل «عش الدبور» الذي يتناول فترة حكم الملك فيصل لدمشق في الفترة ما بين 1918 و1920 من خلال عرضه قصصاً مستوحاة من الموروث الشامي الشعبي. ويدور المسلسل في حارة دمشقية ينتمي سكانها إلى الطائفتين المسيحية والمسلمة، يسود بينهم الحب والتفاهم والتعايش الطبيعي. وتبدأ الأحداث بمجموعة من القصص بعد عودة سكان هذه الحارة إليها، بعضهم كان في الحرب ونجا من الموت، وبعضهم الآخر كان موظفاً في الأستانة، أي في الحكومة العثمانية، وبعودة هؤلاء تتطور الأحداث، خصوصاً ان كل واحد منهم يريد استعادة حقه ومكانته في الحارة. يتألف العمل من جزأين من ستين حلقة، ويشارك فيه أكثر من 180 ممثلاً سورياً، منهم أسعد فضة، بسام كوسا، عباس النوري، سامر المصري، صباح الجزائري، وهو من تأليف مروان قاووق وإخراج تامر اسحاق. وبعيداً من المسلسلات ذات النكهة السياسية تتضمن دورة برامج رمضان لشاشة «تلفزيون فلسطين» المسلسل المصري «موعد مع الوحوش» الذي تدور أحداثه حول الفساد والمخدرات والسلطة، وتتمحور قصته حول فساد رجال الأعمال والموظفين العاملين في مواقع حساسة. ويمثلهم في المسلسل الفنان خالد صالح الذي يجسد شخصية «طلعت» موظف الجمارك الفاسد، والمتورط بأعمال غير قانونية مع رجال الأعمال. والمسلسل من تأليف أيمن عبد الرحمن، وإخراج أحمد عبد الحميد، ويشارك خالد صالح وعزت العلايلي في البطولة أحمد خليل، حجاج عبد العظيم، أحمد عزمي، وسهير المرشدي. وعن أسباب اختيار هذه المسلسلات بالتحديد، يقول عماد الأصفر المدير العام للبرامج في تلفزيون فلسطين ل «الحياة»: «لجمهور فلسطين خصوصية تتعلق بالأوضاع السياسية التي نعيشها، والتي تجعلنا كفلسطينيين مهتمين بالشأن السياسي. لذا تم مراعاة هذه الخصوصية في اختيار المسلسلات التي ستعرض في رمضان، حيث اخترنا مسلسل «عابد كرمان» كونه يناقش جانباً من جوانب القضية الفلسطينية من خلال شخصية فلسطيني يعيش في الأراضي المحتلة عام 1948. والأمر ذاته يقال بالنسبة لمسلسل «انا القدس» الذي استطعنا إدخاله في الساعات الأخيرة ضمن عروض رمضان. كما اخترنا المسلسل السوري «عش الدبور» ذا الطابع السياسي أيضاً، الذي يناقش حقبة زمنية مهمة لا يمكن إغفالها كان للفلسطينيين حضور مهم فيها، كجزء من سورية الكبرى التي كانت بدورها إحدى مكونات الدولة العثمانية». ويضيف: «بعدما أشبعنا رغبة المشاهد المهتم بالأمور السياسية، وفي محاولة للتنويع وتغيير إيقاع المسلسلات، وقع الاختيار الثالث على المسلسل المصري «موعد مع الوحوش» الذي يناقش مشاكل اجتماعية مهمة، واخترنا هذا العمل لخصوصية المواضيع التي يناقشها، ولبراعة الفنان خالد صالح نجم العمل، ولشعورنا بأنه سيكون من أهم مسلسلات رمضان 2010». ويشير الأصفر الى ان التعاقد على أربعة مسلسلات عربية عرض أول يعد إنجازاً لتلفزيون فلسطين، كونه، من جهة لا يملك إمكانات الفضائيات العربية الكبرى، ومن جهة ثانية هو تلفزيون متنوع البرامج، وعام، وليس قناة ربحية أو متخصصة. ويقول: «أربعة مسلسلات عربية حديثة تعرض على تلفزيون فلسطين في رمضان خطوة مهمة في إطار سعي إدارة التلفزيون للتطوير.. لا يتوقع منا أحد منافسة القنوات المتخصصة والكبيرة، لكننا نحاول أن نكون كل عام أفضل من العام السابق».