اختارت تامارا الجلبي ان تروي قصة عائلتها المتجذرة في العراق (أربعة أجيال) وحياتها في المنفى الإجباري منذ ولادتها في بيروت حتى زيارتها العراق للمرة الأولى في العام 2003، في كتاب جديد (400 صفحة) صدر عن دار «هاربر برس» في لندن حمل عنوان «وصول متأخر الى حفلة شاي في قصر الغزلان» (Late for Tea at the Deer Palace) ليكون كتابها الثاني بعد «شيعة جبل عامل في لبنان الجديد 1918 – 1943» الذي أصدرته عن «دار مكميلان» في 2006. نشأت تامارا في بيروت وتعلمت وتثقفت في الشرق الاوسط وأوروبا والولايات المتحدة، وتابعت دراستها في جامعات «براون» و «كمبريدج» و «هارفارد» حيث كانت أطروحتها عن تاريخ الشرق الأوسط. تروي تامارا في مقدمة كتابها، الذي تضمن أربعة فصول وخريطة لبغداد وصوراً لبعض ارشيفها وشجرة أربعة أجيال من العائلة منذ ولادة علي الجلبي في العام 1833 حتى مولد هاشم الجلبي في 1980، ما شهدته لدى دخول منزل العائلة في 19 نيسان (ابريل) 2003 بعد عشرة أيام من سقوط بغداد في قبضة الأميركيين. وتشير الى انها أمضت ثلاث سنوات تجمع مواد «كتاب العائلة» التي احتل بعض أفرادها مناصب مهمة ومميزة في الحكومات العراقية المتتابعة وكانوا شركاء في حياتها السياسية والعامة خلال المئة عام الأخيرة. ويؤرخ الكتاب، من وجهة نظر الكاتبة، لحقبة مهمة في التاريخ العراقي الحديث، خصوصاً ان تامارا «نبشت وثائق عن العراق ومنشورات وقصاصات تحدثت عن علاقة عائلتها وجديها بالملك فيصل». وارتكزت في أبحاثها الى مجموعات كبيرة من المراسلات العائلية والأوراق الشخصية لبعض أفرادها ومقابلات مع عدد من الموثوق في معلوماتهم من افراد العائلة، خصوصاً عمها الضرير حسن الذي أهدته الكتاب وقالت «عزيزي عمو حسن الجلبي». ووفقاً لما تقول انها عندما قررت تأليف كتاب عن تاريخ العراق لم تجد افضل من رواية قصة الأجيال الأربعة الأخيرة لعائلتها، مع انها واجهت مشكلة إخراج الكتاب من دون التركيز على شخصية والدها احمد ودوره السياسي، خصوصاً في المنفى. ويمتد الكتاب من فترة الحكم العثماني الى ما بعد الحرب الدولية لإسقاط صدام وإعادة إعمار العراق ودور والدها «الذي كان مستشاراً لوزارة الدفاع الأميركية». وتروي تامارا ان آل الجلبي الشيعة تسلموا مناصب عليا في الحكم العثماني للعراق وما بعده وكانوا مقربين من النظام الملكي، لكنهم «تلقوا ضربة بعد ثورة 14 تموز 1958» وفروا بعدها الى بريطانيا. ووفق الرواية، هاجر والدها احمد وهو في الرابعة عشرة من عمره من حي الاعظمية في بغداد ليعيش في المنفى متنقلاً بين بريطانيا والولايات المتحدة ولبنان حيث تأهل بليلى عسيران ابنة السياسي اللبناني عادل عسيران. وتتحدث تامارا عن «صراع الأجيال بينها وبين والدها الذي يريدها ان تظهر محتشمة (...) في بغداد من دون ان تشعر أن ما تلبسه خارج عن اللياقة والاحتشام».