طالب المجلس البلدي في جدة بتحديد موازنة مستقلة لتطوير المنطقة التاريخية والحفاظ على مبانيها القديمة من الاندثار، وأوصى بإعطاء أولوية للمشاريع التي تخفف المعاناة عن كاهل المواطنين في الموازنة الجديدة المقترحة لعام 1432ه، مع ضرورة استكمال المشاريع المتعثرة لفك الاختناقات المرورية وتحقيق الانسيابية الكاملة داخل المدينة، كما اقترح أعضاء المجلس البلدي عدداً من الحلول لإنهاء معاناة سكان حي الأجاويد الذين يشكون من طفح المياه السطحية. جاء ذلك خلال الجلسة ال70 للمجلس البلدي التي عقدت أمس وترأسها رئيس المجلس حسين بن علوي باعقيل، بحضور نائبه المهندس حسن الزهراني وأعضاء المجلس وبينهم المهندس عادل فقيه عضو المجلس الذي صدر قرار ملكي بتعيينه وزيراً للعمل خلفاً للدكتور غازي القصيبي، وانتهت الجلسة بحفلة إفطار رمضاني شهدها عدد كبير من رجال المجتمع الجداوي، وأقيمت داخل بيت نصيف في قلب المنطقة التاريخية الجاري العمل على تطويرها الآن. وأكد باعقيل أن الجلسة التي استمرت أكثر من ساعتين شهدت عرضاً مرئياً مصوراً عن مراحل الإنجاز في مشروع إنارة وتبليط المنطقة التاريخية والجهود التي بذلت طوال شهر شعبان الماضي لتطبيق خطة الطوارئ من أجل إنقاذ الموسم الرمضاني، إذ اتفق الأعضاء على ضرورة أن تكون هناك موازنة مستقلة لتطوير المنطقة مع الالتزام بتطبيق أعلى المواصفات في ظل أهميتها لكل سكان العروس، علاوة على أنها ستسهم في جعل جدة التاريخية بوابة ومعرضاً دائماً للتراث الإسلامي يقصده المسلمون أثناء الحج والعمرة ويجعل منها عنصر جذب للسياحة في ظل وجود ملايين الزائرين للمدينة التي تعتبر البوابة الرسمية للحرمين الشريفين، منوهاً بوجود كثير من المقترحات بخصوص تطوير الطابع الإسلامي والتراثي لمنطقة وسط البلد، حتى تصبح عنصراً رئيسياً في اقتصاد العروس السياحي. وحول مرئيات أعضاء المجلس عن الموازنة الجديدة لعام 1432ه المقترحة من أمانة جدة، قال باعقيل: «كان هناك شبه اتفاق على ضرورة إعطاء أولوية للمشاريع الحيوية التي تسهم في رفع المعاناة عن سكان جدة، كما جرى تسجيل بعض الملاحظات المهمة على مشاريع الطرق والنقل والجسور والأنفاق، والحدائق والمساحات الخضراء، إذ طالبنا بضرورة الانتهاء من المشاريع المتعثرة في أقرب وقت ممكن، وكذلك أوصينا بتخصيص موازنة مستقلة للنظافة بمركزي ثول وذهبان، وسيتم رفع تقرير مفصّل يجمع كل الاقتراحات إلى أمانة المحافظة». وأكد أنه تمت مناقشة عدد من الحلول لإنهاء معاناة سكان حي الأجاويد (1و2) الذين تضرروا من طفح المياه الجوفية وما سببته من تخريب في طبقات الأسفلت في بعض الشوارع ونشر للروائح الكريهة في فضاء الحي، وقال: «أوصينا بضرورة حفر عدد من الآبار لاحتواء المياه الجوفية، وطالبنا بتوفير موازنة لإقامة مشروع كلفته 14 مليون ريال لإنهاء معاناة طفح المياه في حي الأجاويد». وأضاف: «طالبنا بضرورة التدخل العاجل خوفاً من انتشار الأوبئة التي تؤدي بدورها إلى كثير من الأمراض، وحذرنا من أن تأخير معالجة هذه الأمور سيسهم في مزيد من المشكلات البيئية، وتمت أيضاً مناقشة ارتفاع مستوى الأرض في بعض المخططات داخل الحي وخفض البعض الآخر، والاختناقات الموجودة في بعض الشوارع، وطالبنا بضرورة أن تكون هناك دراسة شاملة لطفح المياه الجوفية، لكي يتم وضع حلول جذرية لمعالجة هذا الأمر في عدد كبير من أحياء مدينة جدة وليس الأجاويد فقط».