السيدة أو الآنسة عبير بنت أحمد بن حمد السعيد، هكذا ورد اسمها رباعياً على التعقيب الذي نشرته الأربعاء الماضي في الحياة، وكأنها، أو كأن من كتب التعقيب في الهيئة العامة للاستثمار أو في شركة العلاقات العامة «المحترفة»، يودّ التأكيد على أنها، هي ذاتها، وشحمها ولحمها، وشهادتها في الاقتصاد من جامعة الملك سعود، من كتب هذه المقالة. المقالة كانت بعنوان القافلة تسير، والمعنى أن منتقدي الهيئة ينبحون، وهذه سقطة لشركة العلاقات العامة أو مكتب محافظ الهيئة، أيهما أجاز الخبر، إذ المحترفون في صناعة الانطباع لا يحاولون استعداء الكتاب الصحافيين، وهي تناولت نصفهم في السعودية وهم من انتقد أداء الهيئة محلياً، ولقد ساءها الزملاء داود الشريان وحسناء القنيعير، وساءتها عناوين بقية المقالات لبقية الكتاب، لكن متن مقالاتهم جاء على ذوقها. لا أعرف إن كانت صلافة مني، لكن طوال عملي في المجال الاقتصادي جعلني من مناوئي اللغة العاطفية، أفهم في لغة الأرقام، المنجزات على أرض الواقع، لأن تدبيج الخطب، ومقالات العلاقات العامة بالأسماء النسائية الرباعية، أخر هذه البلاد، وغيرها من البلدان النامية كثيراً، لأن الكلام العاطفي مكانه ليس بالتأكيد أروقة الحكومة، وجهات الاختصاص بالتنمية. التعقيب، على رغم طوله إذ جاء في أكثر من 1500 كلمة، لم يفند أو يرد على أي من النقاط التي أثارها الإعلام ضد الهيئة، بل ركز على «جهودنا نحن المواطنين والمواطنات العاملين في الهيئة» حتى خيل إلي أنها جهود مجانية وليست برواتب فلكية يتمناها موظفي وزارة النفط الذي تتكئ عليه رؤية الهيئة كميزة تنافسية، وموظفي أي موقع من مواقع عناصر القوة التي تودّ الهيئة استغلالها لجذب الاستثمارات. لنتحدث بصراحة، الساحة الاقتصادية السعودية ليست بحاجة للمال، والرؤية التي أنشئت من أجلها الهيئة هي السماح لأهل المال بالعمل هنا من أجل تحقيق ما تحققه الدول عادة من استقطاب الاستثمارات وهو توسيع دائرة السوق وتحقيق العدالة بين المتنافسين فيه، توفير فرص العمل، وتوطين التقنية إن وجدت. السؤال الذي يلحّ علي حتى «لوح» مخي: لو جاء مستثمر سعودي للهيئة وقال لهم سأسحب أموالي من «هنولولو» وأجلبها للمملكة مستثمراً في «منجرة» لإعداد «كُوَش» الأفراح، هل ستمنحه الهيئة ما تمنح «النجّار» الأجنبي الذي سبقه من ميزات إنهاء الإجراءات وسهولة استخراج تأشيرت العمل؟ إذا كانت الإجابة نعم، فالزميل داود وبقية الزملاء عن بكرة أبيهم «ما عندهم سالفة»، أما إذا كانت لا، فالسؤال إلى الأخت عبير التي تتحدث عن سوء مخرجات التعليم كسبب للبطالة بينما هي من مخرجات هذا التعليم، وتفهم في سياسة ومهام الجهات الحكومية، وفي الاستثمار والاقتصاد، وتجيد الكتابة المقالية المحترفة، والسؤال: ما المسمى أو الوصف الوظيفي؟. [email protected]