لا يزال الرئيس الإسرائيلي السابق الحائز جائزة «نوبل» للسلام شمعون بيريز (93 سنة) في حال حرجة بعد اصابته بجلطة دماغية. وكان بيريز تعرض الى جلطة دماغية خطيرة أول من أمس نقل على إثرها الى مستشفى تل هاشومير في رامات غان قرب تل أبيب، وهو الأكبر في إسرائيل، حيث تم تخديره ووصله بجهاز التنفس الإصطناعي في قسم العناية الفائقة. وقضى بيريز الليل من دون أن تصيبه أية وعكة جديدة، وقال طبيبه الشخصي رافي والدن، وهو ايضاً صهره، انه كان صباح أمس «في حال حرجة إنما مستقرة». وأضاف أن «فرص (بيريز) في النجاة جيدة على الأرجح»، وحياته ليست في خطر آني. ورأى «بصيص أمل»، إذ أوضح أن بيريز «تجاوب وتابع على ما يبدو ما كنا نقول له» حين خفض الأطباء مستوى تخديره لفترة وجيزة. وأشار جراح الأعصاب زئيف فيلدمان، وهو من اعضاء الفريق الطبي الذي يتابع بيريز، الى «تفاؤل حذر» مرده لحظات من الإدراك الجزئي الملاحظة لديه. وتابع ان الساعات ال 48 الى ال 72 المقبلة في غاية الأهمية مع ان وضع بيريز مستقر، إلا أن «احتمالات سيئة» يمكن أن تطرأ، لذلك لا يزال في قسم العناية الفائقة وتحت المراقبة الشديدة. وتابع أن الأطباء قرروا عدم إخضاع بيريز لأية جراحة في الوقت الحالي، فالوقت هو العامل الأفضل للتعافي، كما انه سيمكن الأطباء من القول ما اذا كانت الجلطة ستخلف اثاراً لدى بيريز. ويعد بيريز أحد مهندسي اتفاقات اوسلو التاريخية للسلام مع الفلسطينيين عام 1993. وحاز مع الراحليْن رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين، والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات على جائزة «نوبل» للسلام عام 1994 عن «جهودهم لإحلال السلام في الشرق الأوسط». وكان بيريز في قلب المعارك الكبرى في تاريخ إسرائيل القصير، وفي صلب السجالات العنيفة التي واكبت الحياة السياسية في هذا البلد، وتحوّل إلى شخصية موضع إجماع وينظر إليه الإسرائيليون على أنه أحد حكماء البلاد، وشخصية توافقية. ويعود حضور بيريز على الساحة السياسية في إسرائيل منذ قيام الدولة العبرية عام 1948. وتولى رئاسة الحكومة مرتين بين 1984 و1986، ثم في 1995-1996، والرئاسة بين 2007 و2014. وشغل على مدى أكثر من خمسين عاماً جميع مناصب المسؤولية تقريباً من دفاع وخارجية ومالية وسواها. وعلق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بسرعة على نبأ نقل خصمه السابق إلى المستشفى، والذي صادف في ذكرى توقيع اتفاقات أوسلو عام 1993 في واشنطن. وكتب على «فايسبوك»: «اتمنى للرئيس السابق شفاء سريعاً. شمعون نحن نحبك، وكل الشعب يتمنى لك الشفاء». كما قال الرئيس رؤوفين ريفلين الذي تولى الرئاسة خلفاً لبيريز عام 2014: «أصلي مع الشعب بأكمله كي يتعافى صديقي شمعون». من جهته، قال شيمي نجل بيريز انه يبقى «متفائلاً، لكننا نمر حالياً بأوقات عصيبة». وأضاف: «أود القول للجميع أن لا شيء بنظر والدي كان أهم من إسرائيل وشعبها. والدي شخص فريد. أصلي لأجله، وأطلب من جميع الذين يصلون أن يواصلوا الصلاة معنا». وكان بيريز (93 سنة) ما زال ينشط من خلال «مركز بيريز للسلام» الذي يشجع التعايش بين اليهود والعرب في وقت باتت آفاق تسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي مسدودة أكثر من أي وقت مضى. واضطر الى وقف نشاطاته مرتين في كانون الثاني (يناير) لإصابته بعارضين في القلب خلال عشرة أيام. غير أنه أكد بين الفترتين اللتين قضاهما في المستشفى، عزمه على استئناف العمل. وحين سألته مجلة «تايم» في شباط (فبراير) عما يفتخر به بصورة خاصة، أجاب: «الأمور التي سيتوجب عليّ القيام بها غداً. الأمور التي قمنا بها تمت. وهي من الماضي. ما يهمني هو الأمور التي يمكننا ويجب علينا القيام بها غداً».