استقبل حجاج بيت الله الحرام أمس في صعيد منى أول أيام التشريق وثاني أيام عيد الأضحى المبارك، مستبشرين شاكرين الله تعالى على ما أنعم به عليهم من أداء مناسك الحج. ورمى ضيوف الرحمن أمس الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، بعد أن رموا يوم أمس جمرة العقبة، وكانت حركة الحجيج انسيابية في منشأة جسر الجمرات يوم أمس، بعد اكتمال مشروع الجمرات بأدواره المتعددة، إذ شُيد بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي، وتربطه بجسور للمشاة مع قطار المشاعر والمناطق المحيطة بمخيمات الحجاج في منى، وأضحت منشأة حضارية في المشاعر المقدسة وشاهداً على الاهتمام والرعاية. واستوعب جسر الجمرات بأدواره المتعددة الحشود الهائلة من الحجاج الذين توزعت وفود تفويجهم على طبقات الجسر، تباعاً لرمي الجمرات وخطط التفويج المعدة لذلك. وكان لتشديد قوات أمن الحج في منع الافتراش في منطقة الجمرات دور في تسيير حركة الحجاج، وهم في طريقهم إلى الجمرات أو داخل منشأة الجمرات، يضاف إلى ذلك نظام السير نحو الجمرات الذي اتخذته قوات الأمن من خلال تحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين منه عبر مسارات متعددة، بحيث لا يكون هناك تداخل بينهم يشرف عليها رجال الأمن بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة للتقيد بالجدول الزمني المحدد لكتل الحجيج، وتوافرت الخدمات التي تقدمها الجهات المعنية بخدمة الحجيج بشكل مميز من الإتقان، تنتشر نشاطاتها لتشمل جميع مشعر منى، مع التركيز على مناطق كثافة وجود ضيوف الرحمن التي تشهد تدفق الحجيج لأداء نسك الرمي. وعلى رغم الكثافة العالية في أعداد الحجاج في هذه البقعة المحدودة إلا أن المواد التموينية وفرت بشكل يفوق الحاجات المطلوبة. وينعم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بأجواء إيمانية وسكينة وأمان ويحيطهم جميع ما يحتاجون إليه من خدمات، مثل المستشفيات والمراكز الصحية لوزارة الصحة والحرس الوطني والقوات المسلحة ووزارة الداخلية، التي تقدم خدماتها على مدار الساعة، إضافة إلى مراكز الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي.