لوّحت موسكو بنيّتها كشف تفاصيل الاتفاق الروسي - الأميركي حول سورية، ل «قطع الطريق على محاولات تحسين صورة جبهة النصرة»، في وقت نشرت وزارة الدفاع الروسية نقاط مراقبة في مناطق مختلفة، أبرزها على طريق الكاستيلو في حلب. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موسكو ستكشف الاتفاق الروسي - الأميركي لأنها «تخشى من تحريفه بغية حماية تنظيم «النصرة» من الغارات الروسية والأميركية». وكشف الوزير الروسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن، أمس، أن «بعض الجهات يسعى إلى شطب تنظيم «جبهة النصرة» الذي غيّر اسمه أخيراً إلى «جبهة فتح الشام»، من قائمة الإرهاب الدولي، وبذلك إنقاذه من الاستهداف في إطار تنفيذ الاتفاق الروسي - الأميركي حول سورية». وأوضح أن الجانب الروسي «اقترح على واشنطن نشر الحزمة المتكونة من 5 وثائق، وتبنّيها كقرار لمجلس الأمن الدولي من دون إجراء أي تعديلات على الوثائق»، على رغم ما وصفه بأنه «سعي الأميركيين إلى الحفاظ على سرية الوثائق». وقال لافروف إن روسيا «ليس لديها ما تخفيه. كل ما تنص عليه تلك الاتفاقات جاء بتوافق بين الطرفين. نحن أخذنا على عاتقنا الالتزام بتنفيذ الاتفاق بالكامل بنزاهة، والعمل على تشجيع أولئك الذين يتعلق بهم تنفيذ بنود مختلفة من الاتفاق، على التعامل معه بالقدر نفسه من النزاهة». وتابع لافروف أنه طرح سؤالاً مباشراً على نظيره الأميركي جون كيري حول موضوع «جبهة النصرة»، وأن الأخير نفى قطعياً أن تكون واشنطن تخطط لحماية «النصرة» والحيلولة دون استهدافها. وأضاف الوزير الروسي: «ليس لدينا سبب للتشكيك في التأكيدات الأميركية، لكن التطورات الميدانية تثير قلقنا، والتحالف الذي تقوده واشنطن يتقاعس عن استهداف النصرة. لذلك، فإن موسكو تخطط لإجراء حديث جاد وصريح مع واشنطن في شأن الوضع حول تنظيم جبهة النصرة». إلى ذلك، أعلنت قيادة القوات الروسية في سورية أنها بدأت نشر نقاط مراقبة في عدد من المناطق تنفيذاً للاتفاق الروسي - الأميركي، ونقلت وكالتا الأنباء الروسيتان «إنترفاكس» و «ريا نوفوستي»، أن عسكريين روساً أقاموا نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، محور الطرق الأساسي، لنقل المساعدات الغذائية إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة. وقالت الوكالتان إن عسكريين اتخذوا موقعاً وأقاموا «مركز مراقبة متحركاً»، من دون أن توضحا ما إذا كان الجيش السوري الذي يسيطر على هذا الطريق قد انسحب. وكان آمر المجموعة العسكرية الروسية المنتشرة على طريق الكاستيلو، سيرغي كابيتسين، قال إن الحكومة السورية أعربت عن استعدادها لتأمين حركة القوافل الإنسانية على الأراضي التي تسيطر عليها القوات السورية، وأكدت أنها ستسحب قواتها من طريق الكاستيلو في حلب. وزاد: «الجانب السوري مستعد لتوفير الأمن لحركة القوافل الإنسانية والمركبات المدنية والتجارية على الأراضي التي تسيطر عليها القوات الحكومية، بمشاركة الفرع السوري لجمعية الهلال الأحمر وبدعم لجنة المراقبة التابعة للأمم المتحدة». وأعلن رئيس الإدارة العامة للعمليات في هيئة الأركان الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، أن لدى العسكريين الروس الإمكانات كافة لمراقبة الوضع في مناطق من سورية يشملها نظام وقف الأعمال القتالية. وأكد ضرورة تطبيق وقف الأعمال القتالية في سورية في شكل كامل، مشدداً على أن «من شروط ذلك عدم الانسياق وراء الاستفزازات، ورصد جميع الخروقات المحتملة في شكل دقيق، وإرسال هذه المعلومات إلى المركز الروسي المعني بالمصالحة بين أطراف النزاع في سورية، وتفعيل العمل مع ممثلي القوات السورية والسلطات المحلية، والتعاون مع الشركاء الأميركيين عبر الخط الساخن». وأكد المسؤول العسكري أن الطيران الحربي الروسي «سيواصل استهداف الإرهابيين في سورية»، مشيراً إلى الشروع في إنشاء مركز تنفيذي مشترك لتحديد الأهداف للطيران الروسي والأميركي، وتعزيز تنسيق الضربات الجوية بين روسيا وقوات التحالف الدولي.