يشهد مستشفى الأطفال في محافظة الطائف هذه الأيام حال ازدحام غير مسبوقة من المراجعين الذين دعتهم حال أبنائهم الصحية للتردد عليه، نتيجة اقتنائهم بعض المأكولات والمشروبات من البسطات التي تنتشر في أرجاء المحافظة ولم تجد المتابعة والتقنين من الجهات المختصة، ما جعلها مصدر جلب الأمراض. وأرجع مصدر مسؤول في الإدارة العامة للشؤون الصحية في محافظة الطائف ارتفاع نسبة تردد الأطفال على المستشفيات إلى أسباب عدة، وقال في حديث إلى «الحياة»: «هناك ارتفاع ملاحظ في عدد مراجعي المستشفى منذ إطلالة شهر رمضان المبارك»، معزياً ذلك إلى تزامن حلول الشهر المبارك مع الإجازة الصيفية و بالتالي كثافة المصطافين في المحافظة السياحية، إذ إن كثيراً منهم لم يقرروا المغادرة بعد، إلى جانب تغير النمط الغذائي الذي يعتمد فيه الأطفال بصورة أكثر في هذا الوقت على معروضات البسطات في الشوارع. تلك البسطات، وصفها المواطن هلال الحصيني ب«مكامن المرض»، وقال ل «الحياة»: «على رغم تحذيرات أمانة محافظة الطائف إلا أن العشوائية تغلب على البضائع المعروضة التي دخلت في صناعتها بعض المواد السكرية والصبغات نتيجة اجتهادات فردية، بعيداً من تطبيق الاشتراطات الصحية، ما يوحي بتحدٍ صريح لتحذيرات الأمانة»، لافتاً إلى أن إقبال بعض الشبان على مشروب «السوبيا» (مثلاً) فيه نوع من حب الظهور أمام الآخرين باعتباره جزء من الموروث الحجازي الأصيل ما يدفع الصغار إلى التقليد من دون تردد وبالتالي الوقوع فريسة سهلة في تبعاته التي من ضمنها عدم معرفة إن كان مصنوعاً بطريقة صحية أم لا. وتابع: «هناك تنافس محموم في صفوف الشبان في إتقان طريقة الإعداد واستقطاب الزبائن الذين ينجرفون خلف تلك الأصوات التي تدوي في ساعات ما قبل الغروب»، ويرى الحصيني أهمية تقنينها. أما تركي الحارثي، أشار إلى ظهور نوع من الأطعمة تعرف في الأوساط الشعبية ب«اللحوح» وهو عبارة عن نوع من الرغيف لكنه مجهول المصدر إذ تتولى العمل على إعداده وعرضه للبيع نساء أفريقيات يفردن بضائعهن على قارعة طريق المشاة الذي لا يخلو في الغالب من التعرض للتلوث من خلال الحشرات الناقلة للأمراض والأتربة والغبار المثارة في الموقع. بدوره، أوضح المواطن عابد الجودي: أن «أعداد المترددين على مستشفى الأطفال في محافظة الطائف لتلقي العلاج منذ مطلع شهر رمضان المبارك أخذت في الارتفاع إلى أرقام تجاوزت حاجز ال200 حالة يومياً، ولم يجد الأهالي تفسير لموجات «مغص» و«إسهال» الصغار سوى تناولهم لمعروضات البسطات العشوائية من المواد الغذائية والمشروبات التي تعج بها طرقات المحافظة السياحية ناصبة شراكها لاصطيادهم، لاسيما أنهم يتعاملون مع تلك المباسط بعفوية». وأبان: «مررت بتجربة مريرة في هذا الجانب عند توجهي بأحد أطفالي إلى المستشفى واكتشفت أن رقم الانتظار يتجاوز ال100 طفل مريض، ما دفعني إلى التوجه للمستوصفات الخاصة وفضلت أن اكتوي بلهيب أسعارها في سبيل الخلاص من مسلسل الانتظار».