لم يكن الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي أحد الرواد في مجال الثقافة فحسب، بل ريادته تعدت هذا المجال إلى مجالات أوسع، فميدان الإدارة والسياسة ترك فيهما الوزير بصمته الواضحة.إلا أن القصيبي عمل أيضاً وترك بصمة كبيرة، في مجال الصناعة التي ازدهرت في السعودية حتى أصبحت تنافس وتصدر في معظم دول العالم. تولى الفقيد وزارة الصناعة والكهرباء عام 1976، وهو العام نفسه الذي أنشئت فيه الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) التي تعد أكبر شركة صناعية غير نفطية في منطقة الشرق الأوسط. كان القصيبي أحد الرواد في إنشاء هذه الشركة العملاقة، وأول رئيس مجلس إدارة لها. يقول عنه رئيس مجلس إدارة «سابك» الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان ل«الحياة»: «كان الفقيد غازي القصيبي أحد رواد الصناعة في المملكة، وكان رجلاً من رجال شاركوا في بناء شركة «سابك»، وكان رجلاً له تقدير كبير ومكانة كبيرة في نفوسنا، فمن المعلوم أن الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله هو من أنشأ الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والفقيد له لمسات في بناء هذه المدينة وهذه الصناعة الكبيرة والمهمة». وأضاف: «كان القصيبي وفياً، وعرف عنه التفاني المطلق في العمل وتقديمه المصلحة العامة للبلد، واتخاذ القرارات بعيداً عن البيروقراطية، كما كان له الدور البارز عند توليه وزارة العمل، في خلق وظائف للقطاع الخاص ودعم الشباب السعودي الذي كان يطمح لأن يتولوا مناصب كبرى في شركات القطاع الخاص». وكانت «سابك» أعلنت أمس عن بناء مسجد يحمل اسم الدكتور غازي القصيبي التي وصفته بأنه أحد الرواد في تاريخها، مؤكدة «أن هذا الاسم الكبير سيظل راسخاً في صرحها وفصلاً مضيئاً في قصة نجاحها وبيت شعر بليغاً في قصيدة نمائها ورمزاً جميلاً يطلق إبداعات أجيالها». وقال الأمير سعود بن ثنيان: «لم يتم تحديد مكان بناء المسجد الذي نأمل من الله أن يكون أجره للجميع وللدكتور غازي القصيبي، ولكن سيكون المكان إما في مدينة الجبيل على الساحل الشرقي أو ينبع على الساحل الغربي». ومن كتاب «حياة في الإدارة» يقول الراحل: «ابنتي المفضلة «سابك» كل الكيانات التي عاصرتها قريبة من قلبي، والكيانات التي نشأت بمبادرة مني قريبة إلى قلبي أكثر، ولكن «سابك» تحتل موقعاً خاصاً لا ينافسها فيه منافس، من ناحية بدأت «سابك» معي ولم تكن هناك قبلي بدايات من أي نوع... من ناحية ثانية عاصرت ولادة «سابك» ثانية فثانية: كتبت المسودة الأولى لنظامها بخط يدي، وراجعت المسودة النهائية مع الصديق الدكتور مطلب النفيسة رئيس هيئة الخبراء كلمة كلمة... من ناحية ثالثة لم تعكس أي مؤسسة فلسفتي في الإدارة مثلما عكستها «سابك»، حتى الاسم كان من اختياري».