على وقع التقدُّم المستمر لقوات الجيش اليمني باتجاه تخوم العاصمة صنعاء وفي محافظاتمأرب والبيضاء والجوف وتعز، جدّد الرئيس عبد ربه منصور هادي رفضه تقديم «أي تنازلات تمس خيار الشعب اليمني»، مشيراً إلى أن المعركة الدائرة ضد ميليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية لسلفه علي صالح لم تكن خياراً للحكومة، وإنما «فرضها الانقلابيون». جاء ذلك فيما أعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات الحوثية باتجاه محافظة خميس مشيط، ودمرته من دون أي أضرار. وقال هادي في خطابه الذي بثّه التلفزيون الحكومي: «لن نقدّم أي تنازل يسيء إلى الشعب أو يمس ثوابته وتضحياته». وعبّر عن تقديره جهود الأممالمتحدة الرامية إلى إحلال السلام، داعياً إياها إلى «الغوص في تفاصيل الأسباب والجذور التي انطلق منها الانقلابيون ووضع المقترحات والرؤى لمعالجتها وليس لمعالجة النتائج فقط». وأضاف هادي: «هذه المعركة ليست خيارنا، فلقد فرضها تحالف الخيانة والغدر بين المخلوع (علي صالح) والحوثي عندما انقلبوا على الدولة ورفضوا الإجماع الوطني الذي توافقت عليه كل مكونات الشعب، والمتمثّل بمخرجات الحوار الوطني، وأسقطوا العاصمة وأهانوا القوات المسلحة والأمن ودمروا نسيج المجتمع». وأكد ثقته بأن المعارك الحالية ستكون آخر معارك اليمن وبوابته نحو «الحلم الكبير والغاية السامية»، وزاد: «هذه التضحيات الباسلة لن تورّث شعبنا إلا عزة وكرامة ومجداً في اليمن الاتحادي المرتقب، مشروعنا الاتحادي الكبير الذي ينهي الإقصاء والتهميش والظلم، ويحتكم إلى التوزيع العادل للسلطة والثروة، ويستند إلى مبادئ الحكم الرشيد، ويجد كل يمني من تهامة إلى المهرة ومن صعدة إلى سقطرى ذاته وحقوقه، وتحفظ له مصالحه وطموحه». في غضون ذلك، أدى نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح صلاة عيد الأضحى المبارك في معسكر النصر بمحافظة مأرب، ومعه رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي، والوكيل الأول لمحافظة مأرب علي الفاطمي، ونائب رئيس هيئة الأركان لشؤون التدريب اللواء صغير بن عزيز وعدد من المسؤولين والقادة العسكريين ومقاتلي الجيش والمقاومة الشعبية. وبعد صلاة العيد، زار علي محسن صالح جرحى الجيش والمقاومة في مستشفى مأرب. إلى ذلك، أفادت مصادر المقاومة والجيش بأن قواتهما تقدّمت في محافظة البيضاء واستعادت عشرة مواقع من قبضة الحوثيين وقوات علي صالح في منطقتي الوهبية والعبدية المتاخمتين لمحافظة مأرب، بعد معارك ضارية أسفرت عن سقوط عشرات من المتمردين بين قتيل وجريح. وجدّدت مقاتلات التحالف ضرب مواقع ومخازن أسلحة للميليشيات في قاعدة الديلمي العسكرية المجاورة لمطار صنعاء، وطاولت الضربات مواقع الانقلابيين في مديريتي صرواح ونهم، وامتدت إلى تجمُّعاتهم في محافظات الحديدة وصعدة والجوف. وكانت منظومة الدفاع الجوي التابعة لقوات التحالف العربي اعترضت مساء الأحد صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون وقوات علي صالح باتجاه محافظة مأرب، وتمكّنت من تدميره في منطقة خالية من السكان خارج مدينة مأرب.