تعود جذور الجيل الأول من رينو كوليوس إلى عام 2007، بوصفها أول سيارة كروسوفر للصانع الفرنسي على الإطلاق. واستغرق الأمر تسعة أعوام كاملة من الشركة الفرنسية لإطلاق جيل ثانٍ كي يكمل المسيرة. ومن خلال نافذة معرض بكين 2016، أطلت كوليوس الأحدث التي تعدّ أفخم وأكبر عروض رينو وأكبرها في فئة السيارات الترفيهية الرياضية المتعددة الاستخدامات SUV، ناهيك بأنها تتمتع بمستويات رحابة مميزة في الداخل، كونها أطول وأعرض من موديل نيسان أكس- ترايل الشقيق الذي يعتبر بمثابة أكثر عروض الSUV رحابة في فئته. وقد باتت كوليوس الجديدة كليّاً أكبر حجماً وقادرة على منافسة عروض بحجم ميتسوبيشي أوتلاندر ونيسان إكس- ترايل، وغيرهما. كما توفر راحة الجلوس لسبعة ركاب كحد أقصى، فضلاً عن الاستعانة بنظام دفع رباعي أوتوماتيكي للعجلات وباقة منوّعة من التقنيات والأنظمة الإلكترونية المتطورة لتعزيز مستويات السلامة والأمان. يمكن القول إن كوليوس الأحدث تختلف شكلاً ومضموناً مقارنة بالجيل السابق. فهي أطول وأعرض وأكثر جاذبية في شكل كبير من الخارج. ولا يعني هذا أن الخطوط الخارجية للطراز السابق كانت «مملة» و «غير جذابة»، وإنما تمتع الجيل الثاني بطلة ديناميكية جذابة للغاية جعل مقارنته بالجيل الأول غير منصفة. وفي هذا السياق، باتت كوليوس الجديدة تشبه كثيراً العروض الأحدث ميغان وتاليسمان وكادجار، لا سيما لجهة المقدّم الجريء المفتول العضلات ذي الطابع الهجومي، وغطاء المحرّك بخطوطه الأربعة المموجة التي هي أشبه بشريان يمد شبك التهوئة الأمامي بالحيوية والجاذبية اللافتة. أما المصابيح الرئيسة، فجاءت جديدة بالكامل وتتضمّن شريط LED متوهّج يستقر أعلى نظام الإضاءة المنخفض وبمحاذاة الجانب الخارجي. ويستأنف شريط ال LED «رحلته» التصميمية مرة أخرى، إذا جاز التعبير، أسفل المصابيح الرئيسة، وينحني داخلياً في اتجاه أسفل شبك التهوئة الأمامي المكوّن من 4 دعامات رأسية مع تثبيت شعار رينو الماسي في المنتصف تماماً. وأسفل شبك التهوئة، هناك مصابيح الضباب التي تستقر في تجاويف خاصة مستطيلة الشكل بالصادم الأمامي. من الجوانب، هناك خط تصميمي يبدأ من الزاوية العلوية للمصابيح الرئيسة وينتهي عند شبك التهوئة الجانبي بالأبواب الأمامية، كما لا يمكن إغفال دعامات الحماية أو أغطيتها أسفل الأبواب على جانبي السيارة والعتب الجانبية المميزة والعجلات الكبيرة المتعددة الأذرع قياس 19 بوصة، وغيرها من العناصر التي تضفي مظهراً رياضياً عصرياً على هذه الكروسوفر الجذابة. وبالانتقال إلى المؤخّر، يمكن تتبع المصباحين الخلفيين الكبيرين اللذين يمتدان ويكادان يلتقيان مع بعضهما بعضاً لولا اعتراض شعار رينو الغرافيكي اللافت لنقاط تلاقيهما. وأسفل الباب الخلفي، هناك عاكسان ضوئيان يستقر كل منهما في إحدى زوايا الصادم الخلفي، فضلاً عن الاستعانة بمخرجي عادم كروميين وجانح مُدمج بالسقف، وغيرها من اللمسات العصرية الأخرى. مقصورة راقية وغنية عند ولوج المقصورة، تبرز التلبيسات الجلدية التي تغطي المقاعد ومساند الأذرع والكونسول الوسطي مع خيوط بيضاء مطرزة. وعلى صعيد تجهيزات الراحة والترف، زوّدت كوليوس بالنظام المعلوماتي الترفيهي R-Link 2 الذي يتصل، على ما يبدو، بشاشة ملوّنة مثبتة أفقياً قياس 8.7 بوصة، إلى جانبها من ناحية اليمين أزرار التحكّم بالوظائف المختلفة وعتلاته، ونظام صوتي متطور فئة «بوز» ومقود جلدي متعدد الاستخدامات مزود بخاصية التدفئة، إضافة إلى إجراء المكالمات الهاتفية لاسلكياً عبر تقنية البلوتوث، وغيرها. وإجمالاً، تبدو المقصورة الداخلية لكوليوس الأحدث، فخمة وعصرية ومريحة بدرجة كافية لقضاء مزيد من الوقت فيها. كما لا ينقصها الجانب التقني المتطوّر، لا سيما مع لوحة العدادات بطلّتها العصرية والمتضمّنة شاشة مركزية تعرض المعلومات بصورة افتراضية، بينما يتوافر عدادان تناظريان تقليديان على جانبيها. كذلك تتضمّن تجهيزات السلامة والأمان نظام الكبح النشط عند الطوارئ، ونظام التحذير من تخطّي المسار وذلك للتنبيه من المسافات غير الآمنة، ونظاماً لرصد غفوة السائق أو استسلامه للنعاس أثناء القيادة وأيضاً مساعد الكبح السهل وكاميرا للرجوع إلى الخلف، ونظام التعرّف على اللوحات المرورية على جانبي الطريق، مع مصابيح رئيسة بخاصية التحكّم الأوتوماتيكي بنظامي الإضاءة العالي والمنخفض، وحساسات ركن السيارة واصطفافها على الجوانب الأربعة، وغيرها من التجهيزات تبعاً لكل فئة على حدة. محرّكات من عروض شقيقة ميكانيكياً، ينتظر أن يستعين الجيل الثاني من كوليوس بمحرّكات نيسان إكس- ترايل، ما يعني محرّكاً بنزينياً سعة ليترين يولّد 143 حصاناً، أو اعتماد محرّك بنزيني آخر سعة 2.5 ليتر بقدرة 170 حصاناً، أو الاستعانة بمحرّك ديزل سعة 1.6 ليتر بقوة 130 حصاناً في الأسواق الأوروبية. أيضاً، قد تستعير كوليوس محرّكات طراز رينو كادجار الجديد، لا سيما أن الأولى جهّزت بقاعدة عجلات فئة CMF-CD، هي ذاتها المعتمدة في عروض كادجار وإكس-ترايل. وفي حال الاستعانة بمحرّك كادجار البنزيني سعة 1.2 ليتر المزوّد بشاحن هواء «توربو» يولّد 129 حصاناً، فإن معدّلات استهلاك الوقود بكوليوس الجديدة ستصبح لافتة ومنخفضة في صورة كبيرة، مقارنة بالاستعانة بمحرّكات نيسان إكس-ترايل البنزينية. كذلك نالت هذه المركبة نظام دفع رباعياً سهل الاستخدام، يوفّر وضعيات تشغيل عدة، منها وضعية السير بالدفع الأمامي أو السير الأوتوماتيكي بالعجلات الأربع، أو إيصاد العجلات. كما يوفّر النظام عينه قدرات مميزة للسير على مختلف التضاريس والطرق، مع تحسين السلوك الديناميكي والحدّ من ظاهرتي ال Understeer وال Oversteer. ومع إزاحة الستار عن الصور الفعلية لكوليوس 2017، أكدت رينو أن الجيل الثاني من هذا الطراز وُجد لينافس بقوة في تلك الفئة المزدحمة بعروض ال SUV الجذابة، لا سيما من خلال الاستعانة بتقنيات وأنظمة إلكترونية متطورة لا تتوافر في العروض المنافسة، فضلاً عن اعتماد مقصورة فخمة وعصرية تتسع حتى 7 ركاب، والاستفادة من خطوط تصميمية أنيقة وديناميكية من مختلف الجوانب. وعلى رغم مقومات النجاح المذكورة، فإن كوليوس الجديدة ستنافس مباشرة نيسان إكس-ترايل الشقيقة، ما يعني أنه سيتوجّب على نيسان ورينو أن تنافسا بعضهما بعضاً، وعلى الزبائن الاختيار ما بين كوليوس وإكس-ترايل، وهو خيار صعب مبيعياً للعلامتين الفرنسية واليابانية، علماً أن بعضهم يفضل أن تزوّد هذه المركبة بمحرّكات فئة V6.