اعتبر ديبلوماسي في الخارجية التركية أن من حق إسرائيل أن تحسن علاقاتها مع جيرانها ودول المنطقة، في إشارة الى الجهد الإسرائيلي المبذول مؤخراً في الانفتاح على دول البلقان والزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى أثينا طلباً في تعاون اقتصادي وسياسي وعسكري وسياحي. لكن المسؤول التركي استدرك قائلاً إن تطوير تل أبيب علاقاتها مع دول البلقان يجب ألا يهدف الى تخريب علاقات تلك الدول مع جيرانها الآخرين، لأن ذلك لا يخدم الاستقرار في منطقة البلقان عموماً، وذلك في إشارة الى تصريحات رئيس صرب البوسنة ميلوراد دوديتش التي أطلقها الاثنين الماضي من تل أبيب أثناء لقائه بوزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان والتي أكد فيها أنه مستاء من الدور التركي في البوسنة متهماً أنقرة بالتدخل لمصلحة المسلمين، وأنه لا يمكن القبول بتركيا كوسيط في البلقان. وبينما تتابع وسائل الإعلام التركية أنباء زيارة نتانياهو الى أثينا بسخرية بالغة وتهكم، فان الديبلوماسية التركية تتابع أخبار الانفتاح الإسرائيلي على البلقان عن كثب وذلك بعد توافد مسؤولي دول البلقان الى تل أبيب خلال هذا العام تباعاً بناء على دعوات من تل أبيب. يذكر انه قبل إطلاق دوديتش تصريحاته النارية هذه من تل أبيب كانت أنقرة قد نجحت قبل حوالي أربعة أشهر في جمع وزراء خارجية كل من البوسنة وصربيا وكرواتيا في اجتماع في إسطنبول في إطار الوساطة التي تقوم بها من أجل استقرار الوضع في البوسنة بعد انتهاء اتفاقية دايتون كي لا يفجر وضع الصرب في البوسنة واستقلال الجبل الأسود الخلافات القومية من جديد في تلك المنطقة. وكانت الصحف التركية قد اعتبرت زيارة نتانياهو الى اليونان نتيجة لزيادة عزلة اليونان وتزايد الضغط عليها، الأمر الذي أجبر إسرائيل على التقرب من اليونان التي كانت دائماً نصيراً للفصائل الفلسطينية ومركز انطلاق لسفن الحرية التي حاولت فك الحصار على غزة. وأبدت وسائل الإعلام التركية استخفافاً بسعي تل أبيب الى تعاون كبير مع اليونان على الأصعدة العسكرية والسياحية والاقتصادية فضلاً عن السياسية، واعتبرت أن إسرائيل تحاول فقط استغلال الأزمة الاقتصادية في اليونان. في المقابل تتساءل أوساط ديبلوماسية وإعلامية تركية عما إذا كان التوجه الإسرائيلي تجاه اليونان يعني أن تل أبيب قد فقدت الأمل في استعادة علاقاتها الجيدة مع أنقرة أم انه مجرد مناورة من مناورات ليبرمان الذي لا يكنّ مشاعر طيبة لأنقرة والذي سعى ديبلوماسيوه الى الدخول في مشاكسات ديبلوماسية معها كان آخرها الاستهزاء بالسفير التركي في تل أبيب. وتزامنت هذه التطورات (أ ف ب) مع نشر صحيفة «فايننشال تايمز» الاثنين أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن المواقف التركية حيال كل من إسرائيل وإيران يمكن أن تقلص فرص أنقرة في الحصول على أسلحة أميركية. إلا أن البيت الأبيض نفى أن يكون وجه «إنذاراً» الى تركيا بسبب سياستها حيال إيران ومواقفها الأخيرة ضد إسرائيل، مؤكداً انه يجري «حواراً» مع أنقرة في شأن هذه المسائل. ويعتزم اردوغان شراء طائرات استطلاع أميركية لمكافحة التمرد الكردي المسلح الذي يقوده حزب العمال الكردستاني انطلاقاً من قواعده الخلفية في الجبال العراقية الشمالية، وذلك بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية 2011، بحسب الصحيفة. يذكر أن العلاقات التركية الإسرائيلية تدهورت بعد الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية الى قطاع غزة في 31 أيار (مايو) والذي انتهى بمقتل تسعة أتراك كانوا على متن كبرى سفن الأسطول. وكانت الولاياتالمتحدة أعربت عن خيبة أملها اثر تصويت تركيا في مجلس الأمن ضد فرض حزمة رابعة من العقوبات على إيران، وهي العقوبات التي أقرها المجلس في حزيران (يونيو) الماضي بمعارضة البرازيل وتركيا وامتناع لبنان عن التصويت.