لندن، إسلام آباد، نيودلهي - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - جمعت الحملة الشعبية لمؤازرة الشعب الباكستاني التي وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإطلاقها أكثر من 20 مليون دولار في يومها الأول. وقد ابتدرها الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتبرعه ب 20 مليون ريال (5.3 مليون دولار)، فيما تبرع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز ب 10 ملايين ريال (2.7 مليون دولار). وتبرع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز ب 5 ملايين ريال (1.3 مليون دولار). كما تبرع نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز بمليوني ريال. وأعلن أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز تبرعه بمليون ريال سعودي. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجّه بإطلاق حملة شعبية لمؤازرة الشعب الباكستاني على مواجهة كارثة الفيضانات التي اجتاحت البلاد وأدت إلى مقتل أكثر من1400 شخص وتشريد 20 مليوناً. وتأتي الحملة «في إطار ما تقوم به السعودية من جهود ومؤازرة للوقوف مع الشعوب التي تتعرض للكوارث». وأرسلت المملكة 16 طائرة محملة بالمساعدات إلى باكستان، وتعهدت تقديم 100 مليون دولار إلى هذا البلد الذي شهد أسوأ كارثة طبيعية يتعرض لها. وكانت السعودية بدأت تسيير جسر جوي لإغاثة المنكوبين منذ بداية كارثة الفيضانات في باكستان. وكانت الحملة الشعبية انطلقت بعد صلاة التراويح ليل الإثنين من طريق وسائل الإعلام بإشراف الأمير نايف بن عبدالعزيز. وأطلق على الحملة اسم «حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الباكستاني الشقيق». وقال الأمير نايف بن عبدالعزيز إنه تم توجيه أمراء المناطق بتشكيل لجان فرعية لجمع التبرعات وحضّ المواطنين ورجال الأعمال على الإسهام الفاعل في دعم هذه الحملة، وتخصيص أماكن لتسليم التبرعات العينية التي يمكن للمتضررين الاستفادة منها. ووافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استضافة ألفي حاج فلسطيني من ذوي السجناء المحكوم عليهم بالمؤبد ومن أفرج عنه منهم وذوي الشهداء لحج هذا العام (1431ه). الى ذلك، اعلن السفير الباكستاني لدى بريطانيا واجد شمس الحسن إن كلفة إعادة إعمار باكستان بعد الفيضانات المدمرة قد تتراوح بين 10 بلايين و15 بليون دولار، وذلك استناداً الى تقدير تقريبي لأنه لم يجر تقويم حجم الخسائر التي سببتها الفيضانات والتي اصابت اضرارها حوالى 20 مليون شخص. وقال شمس الحسن: «ستستغرق إعادة الإعمار خمس سنوات على الأقل»، رافعاً حصيلة الضحايا من 1600 قتيل الى الفين والتي توقع أن ترتفع مع زيادة الوفيات بسبب الأمراض. وحذر من ان أي مكروه سيحصل لباكستان «سيحول المنطقة كلها إلى بلقان جديدة»، في ظل مواجهتها صراعاً مع متشددين اسلاميين، و «لن نتمكن من وقف الأزمة عند هذا الحد». واستدرك بأنه لا يلمح الى أن باكستان ستنهار، «لكن المتشددين قد يستغلون مشاعر الاستياء من عجز الحكومة عن تقديم الإغاثة وتوفير متطلبات إعادة الإعمار، ما يعني إشاعة اضطرابات في المنطقة كلها». وأقرّ شمس الحسن بأن جمع الأموال في عالم ما زال يسعى جاهداً الى الخروج من الأزمة الاقتصادية «امر صعب، زاد تعقيد مأساتنا»، مؤكداً ان الحكومة تبذل قصارى جهدها في مواجهة الحجم الكبير للكارثة، وأن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني اتفق مع زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق نواز شريف على تشكيل لجنة مستقلة تضم أعضاءً نزيهين غير مشكوك فيهم للإشراف على جهود الإغاثة، من اجل ضمان عدم ظهور اتهامات للحكومة بإساءة استغلال الأموال. وفي حديث ادلى به ل «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أبدى وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي تخوفه من استقرار باكستان، وقال: «إذا كان هناك شخص جائع او عطشان وقدمت له غداءً ومياهاً لن يسأل إذا كنت معتدلاً أم متطرفاً». وفيما يقول البنك الدولي أن الفيضانات أتلفت محاصيل قيمتها بليون دولار، وألحقت اضراراً بالغة بالبنية الأساسية والمدارس والمستشفيات والمنازل ومزارع منتجات الألبان والصناعة، أعلن انه سيساهم بمساعدة مقدارها 900 مليون دولار لتمويل جهود الإغاثة. وقالت الناطقة باسم البنك الدولي مريم الطاف: «نعيد ترتيب الأولويات لتوفير الأموال على الفور» وأسفت بريطانيا لتدني مستوى المساعدات التي جمعت حتى الآن، والذي عزاه الخبراء الى «تدهور سمعة» الحكومة الباكستانية، علماً ان الأممالمتحدة لم تحصل الا على نسبة 35 في المئة من مبلغ 460 مليون دولار وجهت نداءً لجمعه الأسبوع الماضي. وقدمت اليابان 10 ملايين دولار، وأستراليا 11 مليون دولار، وجمعت السعودية 20,5 مليون دولار من المساعدات في اليوم الأول من حملة تبرعات وطنية اطلقتها لمنكوبي باكستان، فيما منحت انقرة إسلام آباد مساعدة نقدية وعينية بقيمة 11 مليون دولار. وفي الهند، تفقد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ منطقة لدخ الواقعة في جبال الهملايا (شمال) التي تجتاحها فيضانات، ووعد بدعم مالي لإعادة الإعمار، في وقت لا يزال حوالى 400 شخص في عداد المفقودين. وأعلن رئيس الوزراء مساعدة للمنكوبين مقدارها نحو 267 الف دولار، متعهداً «اعادة بناء المستشفيات والمدارس والشبكة الكهربائية والطرق خلال شهرين ونصف الشهر، أي قبل حلول فصل الشتاء». وأكدت السلطات ان 70 في المئة من البنى التحتية في المنطقة دمرت كلياً او جزئياً في انزلاقات التربة والصخور في الوديان اثر الأمطار الغزيرة.