قال السفير الباكستاني في بريطانيا إن تكلفة إعادة إعمار باكستان بعد الفيضانات المدمرة ربما تتراوح بين 10 مليارات (بلايين) و15 مليار دولار. وصرح بأن هذا تقدير تقريبي لأنه لم يتم بعد تقييم حجم الخسائر التي سببتها الفيضانات والتي تضرر منها نحو 20 مليون شخص. لكن هذا المبلغ يقدم مؤشرا لحجم إعادة الإعمار اللازمة بعد أن جرفت الفيضانات طرقا وجسورا ووسائل اتصالات ودمرت محاصيل للاستهلاك المحلي وللتصدير والقطن الذي يستخدم في صناعة المنسوجات الحيوية في البلاد. وقال المفوض السامي واجد شمس الحسن لرويترز في مقابلة إن إعادة الإعمار "ستستغرق خمس سنوات على الأقل... أعتقد أنها (التكلفة) ستكون أكثر من 10 مليارات إلى 15 مليار دولار." وتناشد باكستان التي تواجه صراعا مع متشددين اسلاميين المجتمع الدولي إعانتها على مواجهة واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها. وتقول الأممالمتحدة إن ربع المبلغ الذي تحتاج إليه البلاد من المساعدات الدولية لأعمال الإغاثة الفورية وهو 459 مليون دولار هو الذي وصل فقط للبلاد حتى الآن. وأضاف شمس الحسن إن نحو ألفي شخص لقوا حتفهم وكانت التقديرات السابقة للضحايا 1600 قتيل وقال إن هذا العدد من المتوقع أن يرتفع مع زيادة الوفيات بسبب الأمراض. لكن اذا كان التعامل مع الأزمة في الوقت الحالي بهذه الدرجة من الصعوبة فسيتمثل التحدي الأكبر في إعادة بناء البلاد. ومن الممكن أن يستغل اسلاميون متشددون يحاربون الحكومة عجزها عن تقديم الإغاثة وإعادة الإعمار وهو ما يعني إشاعة اضطرابات في المنطقة ككل. وقال شمس الحسن "إذا حدث مكروه لباكستان فإن المنطقة كلها ستتحول إلى بلقان جديدة. لن نتمكن من وقف الأزمة عند هذا الحد." وأضاف أنه لا يلمح بأن باكستان ستنهار لكنه في الوقت ذاته شبه الفيضانات بالإعصار الذي ضرب باكستانالشرقية السابقة عام 1970 مما أثار مشاعر استياء من الحكومة التي وجهت إليها اتهامات في ذلك الحين مثلما يحدث الان بأنها لا تبذل الجهد الكافي. وساعدت هذه الأزمة التي نشأت بعد الإعصار على تفاقم التوترات وأدت إلى حرب في 1971 انفصلت خلالها باكستانالشرقية بمساعدة من الهند عن باقي البلاد لتصبح بنغلادش. وأضاف أنه إذا قارنا بين الدمار الذي سببته الفيضانات وما تسبب فيه الإعصار فإن دمار الفيضانات "أسوأ من ذلك." ويقول البنك الدولي أن الفيضانات أتلفت محاصيل قيمتها مليار دولار. واضافة الى ذلك هناك الضرر الذي لحق بالبنية الأساسية والمدارس والمستشفيات والمنازل ومزارع منتجات الألبان والصناعة. وأردف شمس الحسن قائلا "هذه الفيضانات أحدثت خللا في كل شيء." ووجهت انتقادات للحكومة لبطء استجابتها للفيضانات في حين قوبل الرئيس آصف علي زرداري بهجوم شديد للمضي في زيارة لبريطانيا وفرنسا بينما كانت بلاده تعاني من كارثة الفيضانات. واستند بعض المحللين إلى تحفظات على حكومة اسلام اباد ومخاوف من الفساد باعتبارها مبررا لبطء استجابة الجهات المانحة الغربية للفيضانات. وأقر شمس الحسن بأنه في عالم ما زال يسعى جاهدا للخروج من الأزمة الاقتصادية فإن جمع الأموال اللازمة سيكون صعبا. وأردف قائلا "بهذه الطريقة زادت مأساتنا تعقيدا." لكنه قال إنه نظرا لحجم الكارثة فإن الحكومة تبذل قصارى جهدها مضيفا أن البحرية أنقذت 85 ألف شخص. كما أشار إلى أن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني وزعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق نواز شريف اتفقا على تشكيل لجنة مستقلة أعضاؤها من ذوي النزاهة غير المشكوك فيها للإشراف على جهود الإغاثة لضمان عدم ظهور اتهامات للحكومة بإساءة استغلال الأموال. وبعد انحسار مياه الفيضانات سيتعين على البنك الدولي ومؤسسات أخرى تقييم حجم الخسائر. ومضى يقول "على المدى الطويل عندما تنحسر المياه سنحتاج لإعادة البناء... سيتعين أن يكون لدينا خطة طويلة المدى مماثلة لخطة مارشال" في إشارة إلى المشروع الاقتصادي الذي رعته الولاياتالمتحدة لاعادة اعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية الذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي في ذلك الوقت.