تتواصل في إسرائيل الحملة التي تشنها منظمات يهودية يمينية، تتغذى من أرضية يمينية خصبة، ضد محاضرين جامعيين "يشتبه فيهم بأنهم يساريون يتبنون نهجاً قريباً من معاداة الصهيونية". وهددت جمعية "إذا أردتم" جامعة "بن غوريون" في بئر السبع (النقب – جنوب إسرائيل) بأنها ستسعى إلى إقناع جهات يهودية دولية مانحة بوقف دعمها الجامعة في حال لم تتحرك الأخيرة لوضع حد ل"النهج المعادي للصهيونية" في "كلية السياسة والحُكم". وتطالب الجمعية إدارة الجامعة بتعديل تشكيلة المحاضرين في الكلية المذكورة بداعي أن غالبيتها من اليساريين وبتغيير مضمون الدورات التي يقدمها هؤلاء لطلبتهم (منهاج التعليم). كما تهدد بأنه في حال لم تتخذ إدارة الجامعة الإجراءات الكفيلة بإحداث التغيير المطلوب فإنها ستعمل على حض الطلبة الملتحقين بالجامعة بوقف دراستهم فيها. ولم تتردد اللجنة في إمهال إدارة الجامعة 30 يوماً لتجري التعديلات المطلوبة!. وادعت الجمعية أن تسعة محاضرين من مجموع 11 محاضراً في الكلية "ناشطون سياسياً ويتبنون مواقف يسارية متطرفة" فضلاً عن محاضرين وباحثين آخرين يعملون جزئياً في الجامعة. ولم تتردد الجمعية في نشر أسماء المحاضرين "المتهمين" وقدمت "لائحة اتهام" ضد كل منهم. وأضافت: "أضحت الكلية المفترض أن تكون مركزاً للأبحاث الأكاديمية مركزاً للدعاية المعادية للصهيونية... ونرجو من إدارة الجامعة التدخل الفوري لوضع حد لما يحصل". وكانت الجمعية المذكورة نشرت قبل أشهر تقريراً تحت عنوان "ميْل مناوئ للصهيونية" في كليات العلوم السياسية في الجامعات الإسرائيلية المختلفة. وقررت الجمعية شن معركة علنية على الجامعات تطالبها فيها بمعالجة "ظاهرة معادة الصهيونية". ولقيت الجمعية الدعم من وزير التعليم جدعون ساعر الذي أعلن في الكنيست أنه يجدر فحص الادعاءات التي تطرحها الجمعية في التقرير. وأثنى على نشاط الجمعية "الذي يعكس مزاجاً عاماً أصلياً". واعتبر مسؤول في الجامعة رسالة الجمعية اليمينية والمطالب التي تضمنتها "فضائحية" وقال إنه يجدر بالجامعة عدم التعقيب الرسمي على الرسالة "كي لا نعطي هذه الجمعية شرعية لا تستحقها". وردت على الرسالة "لجنة رؤساء الجامعات في إسرائيل" بتأكيد أنها "ليست بحاجة لأن تثبت لأية جهة حب المحاضرين للوطن". وأضافت أن الجمعية المذكورة "تحاول بأسلوب مرواغ تقديم رسالتها على أنها بحث لتحقق لنفسها علاقات عامة"... وأضافت أن الأكاديمية في إسرائيل ليست جهة سياسية "وطاقم المحاضرين يتم اختياره وفقاً لمعايير موضوعية فقط تعتمد التميز في البحث والتعليم".