أطلقت السعودية حملة شعبية واسعة أمس (الاثنين) لمؤازرة الشعب الباكستاني في مواجهته كارثة الفيضانات التي اجتاحت البلاد، وأدت إلى مقتل المئات، إضافة إلى تشريد حوالى 20 مليوناً. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجّه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز بإقامة الحملة الشعبية الشاملة ل«مواجهة ما أصابهم من كارثة جراء الفيضانات التي تضرر منها الشعب الباكستاني الشقيق»، وذلك في إطار «ما تقوم به السعودية من جهود ومؤازرة للوقوف مع الشعوب التي تتعرض للكوارث»، إذ استمرت الحملة حتى الرابعة فجراً. وقامت المملكة بتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين بتسيير جسر جوي إغاثي منذ بداية كارثة الفيضانات في باكستان، فيما تتزايد النداءات الدولية لتقديم مزيد من المساعدات. وشوهد المواطنون والمقيمون يتدفقون على إستاد الأمير فيصل بن فهد في الرياض، على رغم الغبار الذي خيم على سماء العاصمة، للتبرع والمساهمة في نجدة الشعب الباكستاني بالأموال والمجوهرات والمقتنيات الثمينة في صناديق زجاجية جهزت لاستقبال التبرعات، وقد لوحظ وجود أعداد كبيرة من الأطفال مع أولياء أمورهم، كما أطلق التلفزيون السعودي حملة تلفزيونية لجمع التبرعات. وحذّر متحدث باسم الأممالمتحدة من أن ما يصل إلى 3.5 مليون طفل في باكستان يواجهون خطر الإصابة بأمراض قاتلة تنقلها المياه نتيجة للفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد. وقال المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية موريزيو غاليانو: «إن منظمة الصحة العالمية تستعد لمساعدة عشرات الآلاف في حال إصابتهم بالكوليرا»، مضيفاً ان «المنظمة تستعد لمساعدة ما يصل إلى 140 ألف شخص في حال انتشار الكوليرا». وأكد أن نحو 3.5 مليون طفل معرضون لخطر شديد للإصابة بأمراض قاتلة تنقلها المياه، ومن بينها الأمراض التي تسبب الإسهال مثل مرض الزحار، مقدراً إجمالي عدد الأطفال المعرضين لمثل هذه الأمراض بستة ملايين، مشيراً إلى أن من بين الأمراض التي يخشى أن يصاب بها الاطفال كذلك التيفوئيد والتهاب الكبد «هاء». وذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه يخشى من أن تكون باكستان موشكة على موجة ثانية من الوفيات إذا لم تقدم الجهات المانحة مزيداً من الأموال. من جهتها، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن مخاوفها من طول أمد معاناة المنكوبين جراء الفيضانات التي اجتاحت باكستان، واستغراق عملية تأهيلهم فترة طويلة قد تصل إلى خمسة أعوام مع بطء استجابة المانحين الدوليين لمناشدة الحكومة الباكستانية. وكانت فيضانات باكستان دمرت البنية التحتية وأتلفت المحاصيل الزراعية وشردت الملايين من السكان، فضلاً عن مئات القتلى والجرحى، فيما أوضح مسؤولون حكوميون في باكستان أن عملية إعادة تشغيل ما دمرته الفيضانات في باكستان وتأهيل المشردين الذين فقدوا كل ما يملكون قد تحتاج إلى زمن طويل قد يمتد إلى خمسة أعوام. ودعوا المجتمع الدولي إلى أن يعي حجم الكارثة التي سببتها الفيضانات التي ضربت أخصب المناطق في البلاد، وجرفت القرى ودمرت الجسور والطرق، ودمرت أرضاً في باكستان تعادل مساحتها مساحة إيطاليا تقريباً.