دافعت موسكو عن اعتراض مقاتلات روسية طائرة تجسس عسكرية أميركية فوق البحر الأسود، معتبرة أن الأمر «يتفق تماماً مع القواعد الدولية»، فيما تحدثت واشنطن بحادث «خطر». وطائرة التجسس الأميركية من طراز «بوسيدون بي-8»، هي طائرة دورية بحرية تمتاز بمجال تحرّكها الواسع، ومتخصصة في التصدي للغواصات والسفن وفي الاستخبارات الإلكترونية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن مقاتلة روسية من طراز «سوخوي 27 فلانكر» اعترضتها لنحو 19 دقيقة، واقتربت منها لمسافة نحو 3 أمتار، «ما يُعتبر خطراً وغير مهني». وأضاف ان المقاتلة الروسية تبعت الطائرة الأميركية لوقت محدد، على مسافة تناهز 10 أمتار، قبل ان تقترب منها. وقال مسؤول آخر إن الطائرتين «بقيتا في الجوّ 12 ساعة، وحدثت مواجهات كثيرة. لكن واحدة منها فقط كانت غير آمنة، كما قرّر الطيار» الأميركي. وأضاف أن مسؤولين يراجعون الحادث مع الطيار، لتقرير هل سيُدرج في اجتماع سنوي يعقده مسؤولون أميركيون وروس، في شأن حوادث الاعتراض الأكثر خطورة. في المقابل، أكدت موسكو أن اعتراض المقاتلة الأميركية «يتفق تماماً مع القواعد الدولية»، مشيرة الى أنه وقع خلال محاولتها مراقبة تدريبات للجيش الروسي. ووَرَدَ في بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية انها ارسلت مقاتلات من طراز «سوخوي 27» في اتجاه طائرات أميركية، لا طائرة واحدة، لأنها «حاولت مرتين الاقتراب من الحدود الروسية فوق البحر الاسود، من دون تشغيل» الجهاز الإلكتروني الذي يتيح التعرّف إلى هوية الطائرة ورصدها بالرادار. وأضافت: «بعدما اقتربت المقاتلات الروسية من طائرة التجسس، لتأكيد الأمر بالعين المجردة ولتحديد أرقام (لوحات التسجيل) الموجودة على أجنحتها، غيّرت الطائرات الأميركية مسارها في شكل مفاجئ، وحلّقت في الاتجاه المعاكس من الحدود الروسية». لكن مسؤولاً أميركياً أكد ان «طائرات البحرية الأميركية وسفنها تتحرّك بانتظام في هذه المنطقة، مع وجود وحدات روسية، وغالبية هذه الحالات تتم في شكل مهني ومن دون خطر». واستدرك: «هذه المناورات الخطرة تقلقنا الى حد كبير»، اذ يمكن ان تؤدي الى تصعيد التوتر «من دون جدوى»، وصولاً الى التسبّب بحادث. ووقعت حوادث مشابهة بين طائرات روسية وأميركية هذه السنة، مذكّرة بحقبة الحرب الباردة عندما أدت حوادث كادت تقع بين البلدين، إلى اتفاق ثنائي هدفه تفادي مواجهات خطرة في البحر، وقّعه عام 1972 وزير البحرية الاميركي آنذاك جون وورنر والاميرال السوفياتي سيرغي غورشكوف.