دعا رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى اعلاء «مستوى الخطاب السياسي وأن يكون عاقلاً»، وقال: «علينا ان نهدأ ونخاطب بعضنا بعضاً بكلام هادئ ومسؤول. فلا يمكن لأحد منا ان يتكلم مع الآخر اذا اتهمه بالخيانة والكذب وغيرهما»، مؤكداً أن «هذا الكلام لا يجوز، بل يجب ان يرتقي التخاطب السياسي الى مستوى مسؤوليتنا. فالناس لم تنتخبنا لنشتم بعضنا بعضاًَ بل لننجز للشعب الكادح، والمواطن ما يحتاجه من مطالب اساسية». وأضاف الحريري في افطار أقامه في بيت الوسط غروب اول من أمس: «كثيرون يتوقعون مني ان اطلق المواقف ولكنني قلت بالأمس انني انا اقرر متى يجب ان اتكلم»، موضحاً أنه «لا يجوز لمستوى الخطاب السياسي في البلد ان يبقى على ما نراه اليوم»، ومعتبراً أن «التخوين والتكذيب واستعمال كل انواع الشتائم تهدف في مكان ما الى تشويه الديموقراطية اللبنانية التي قاومت خلال كل هذه السنوات، وحتى خلال الحرب الأهلية قاومت ايضاً ولم يصل الخطاب السياسي حينها الى هذا الدرك». وأعلن أن رسالته هي «الكلمة الطيبة خلال هذا الشهر الفضيل، ومن خلالها يصبح كل شي ممكناً»، مضيفاً: «بما ان هناك اجماعاً على ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو رجل وطني كبير، فلنقتد بخطابه السياسي الذي لم يتضمن يوماً كلمة خارجة عن المألوف او اللياقات العامة او ينمَ عن الحقد تجاه الغير، وكل ما اطلبه هو معرفة الحقيقة وأن نقتدي برفيق الحريري واستعمال الكلمة الطبية». والتقى الحريري امس، في السراي الكبيرة وفداً من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة نائب رئيس المجلس الوزير السابق عمر مسقاوي الذي أشار الى أن اللقاء «تناول كل القضايا المطروحة والمحكمة الدولية التي يجري الحديث عنها الآن، والاجتهادات التي تقوم، والتي هي اجتهادات لا بد من ان تؤخذ بعين الاعتبار في ما يتعلق باتهام اسرائيل». وقال: «في هذا الجانب أكد دولة الرئيس انه كان أول من قال منذ البداية أنه يتمنى دائماً ان تكون اسرائيل هي الفاعلة لهذا العمل، وكل ما يجري اليوم من حديث حول السجالات السياسية التي تدور حول القرار الظني الذي يمكن أن يصدر من قبل المحكمة الدولية، هذه السجالات بكل معناها قد لا يكون لها دور، ولا يمكن أن يكون لها أي دور في بيان الحقيقة التي يجب أن نتضافر جميعاً لإظهارها». وأضاف: «هناك أفكار جديدة طرحت حول إمكان ان تكون اسرائيل هي المسؤولة، وهذه الأفكار يجب ان تؤخذ بالمفهوم القانوني والتحقيقي والعلمي الذي ينبغي ان يتبع في هذا الاطار. أما أن يظل الجدل السياسي المنقسم في هذا البلد بين من هو مع ومن هو ضد فهذا الامر لا يليق بالجو السياسي اللبناني الذي نعيش فيه، وفي الوقت الذي تقوم مبادرات اجتماعية ووطنية لدعم الجيش اللبناني لحماية لبنان أمام العدوان الإسرائيلي». وتابع: «اسرائيل هي عدوة لنا، وهي الاحتمال الأبرز لكل ما يمكن ان يصيب لبنان من ضرر، ولكن هذا الامر مبني على مسار نعيشه ولا يمكن ان تبنى عليه حقائق نهائية الا اذا كان التحقيق انتهى اليها بشكل علمي ومقنع، ويجب أن نراقب الأمر في نتائجه، وليس قبل أن يحصل». اسارتا: لا احد يريد التصعيد والتقى الحريري قائد الجيش العماد جان قهوجي، كما التقى قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجنرال ألبرتو أسارتا الذي زار رئيس المجلس النيابي نبيه بري ايضاً ونقل عنه نائب الناطق الرسمي باسم «يونيفيل» اندريه تننتي انه «تبلغ تأكيدات من جميع الاطراف انهم يرغبون في نزع فتيل التوتر ومواصلة العمل بشكل وثيق مع «يونيفيل» لاستعادة الهدوء والحفاظ عليه في منطقة الجنوب»، واكد اسارتا ان «لا احد يريد التصعيد وعلى جميع الاطراف السعي الى الحفاظ على وقف الاعمال العدائية». وبحث الحريري التطورات مع كل من وزير الاقتصاد محمد الصفدي والنائب مروان حمادة.