استنفرت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر عناصرها للرد على مسلسل «الجماعة» الذي بدأ التلفزيون الرسمي وقنوات أخرى بثه منذ بداية شهر رمضان، معتبرة أنه «إساءة إلى مسيرة الإخوان، وتشويهاً لصورتهم قبل الانتخابات البرلمانية» المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وفي وقت يستعد «الإخوان» لمقاضاة كاتب المسلسل وحيد حامد الذي يتناول تاريخهم، والمطالبة بوقف إذاعته، أخذ نشاط شباب الجماعة منحى آخر، إذ ركزوا على بث مقاطع مصورة على شبكة الإنترنت للرد على مشاهد العنف التي أظهرها المسلسل. وكان «الإخوان» تبرأوا من المسلسل في وقت سابق، وأعلنوا إعدادهم فيلماً يروي تاريخ الجماعة ومؤسسها من وجهة نظرها. واعتبر عدد من مدوني «الإخوان» أن المسلسل أظهرهم «كالإسرائيليين الذين يضربون المواطنين الأبرياء بالعصي»، في إشارة إلى المشاهد التي عرضها المسلسل عن أحداث العنف التي وقعت في جامعة عين شمس عام 2006 وسقط فيها عشرات الجرحى، ومشاهد أخرى عن عرض الفنون القتالية الذي شهدته جامعه الأزهر وما تبعه من عمليات اعتقال واسعة في ما عرف إعلامياً ب «قضية ميليشيات الأزهر» التي صدرت فيها أحكام بالسجن بحق عدد من قياديي الجماعة. وأقرت مصادر في «الإخوان» ب «تأثير المسلسل في صورة الجماعة في الشارع»، معتبرة أن الضرر الذي سيسببه «سيحتاج من الإخوان شهوراً، وربما أعواماً، لرفعه». ورأت أن «الحكومة حققت هدفها من تبني عرض المسلسل»، إذ أشارت إلى أن «أعضاء مكتب الإرشاد رفضوا مشاهدته، كما أن كثيرين من قادة الجماعة وكوادرها رفضوا عرضه في منازلهم». واعتبرت أن عرض المسلسل على التلفزيون الرسمي في وقت مشاهدة متميز بعد شرائه ب 20 مليون جنيه «يطرح تساؤلات كثيرة عن الهدف من المسلسل في هذا التوقيت، خصوصاً أن البلاد مقبلة على انتخابات مجلس الشعب». ولفتت إلى أن كاتب المسلسل «استخدم الحرفية في سرده للشخصيات حين لجأ إلى أسماء غير حقيقية لشخصيات واقعية حتى لا تمكن متابعته قضائياً». وأشارت إلى أن الجماعة ستنتظر إلى حين ظهور شخصية مؤسسها حسن البنا، «ومن المؤكد أن هناك مغالطات كثيرة ستسردها الأحداث، وبالتالي سيكون لنجل البنا الحق في مقاضاة كاتب المسلسل ومخرجه». وعلق المرشد السابق ل «الإخوان» محمد مهدي عاكف الذي ظهرت شخصيته خلال الحلقات التي عرضت من المسلسل، لكن من دون ذكر اسمه، قائلاً ل «الحياة» إن «محاولات تشويه الجماعة لا تهز فينا شعرة، فالإخوان ليسوا شخصاً بل كيان متجذر في المجتمع المصري لا يمكن تشويه صورته أمام شعب يعلم جيداً كيف يقاسي الإخوان من أجل تحقيق الإصلاح وإعلاء مصلحة الوطن». واعتبر أن «محاولات النظام تشويه صورة الجماعة لن تفلح». من جهة أخرى، يستعد «الإخوان» لاستقبال قادة قوى المعارضة على إفطار جماعي حددوا له الأربعاء المقبل في مقر مكتب الإرشاد. وأفيد بأن اجتماعاً سيحدث عقب تناول الإفطار سيبحث في كيفية توحيد الرؤية في شأن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة أو مقاطعتها، كما سيتناول الاجتماع إمكان تنسيق التحرك بين المرشحين في الدوائر في حال اتخذ قرار بالمشاركة. وقالت المصادر إن مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع «سيعرض على الحاضرين عدداً من الخطوات والأفكار التي تكفل نزاهة الانتخابات. وعلى رغم أن هناك إجماعاً داخل الجماعة على ضرورة المشاركة في الانتخابات المقبلة، غير أنه في حال اتخذت المعارضة بانتماءاتها كافة قراراً بالمقاطعة، سنكون اول منفذي هذا القرار».