استبقت إسرائيل البيان المتوقع أن تكون اللجنة الرباعية الدولية أصدرته أمس في شأن استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية في غضون عام، بإعلانها غير الرسمي رفضها البيان بداعي أنه يتضمن شروطاً مسبقة، إضافة الى رفضها اعتبار القدس عاصمة للدولتين، والى رفضها دعوة «الرباعية» الى وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت تقارير صحافية إن «المنتدى الوزاري السباعي» الذي التأم أول من أمس قرر رفض بيان الرباعية «رفضاً قاطعاً» كما رفض أن يشكّل البيان مرجعية وأساساً للمفاوضات مع الفلسطينيين. في الوقت ذاته، توقع مصدر كبير في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أن يقوم الرئيس باراك اوباما «في غضون أيام» بتوجيه الدعوة إلى كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية لحضور حفلة إطلاق المفاوضات، من دون أن يتبين بعد ما إذا كان ستُجرى في واشنطن أو القاهرة. وتمنى المصدر على الولاياتالمتحدة أن لا تتضمن دعوتها أية شروط مسبقة لإطلاق المفاوضات من جديد. وأكد أن بيان الرباعية، وبالرغم من أنه ذو صبغة إعلانية ليس أكثر، «يشكل ورقة التين التي سيتعلق بها الفلسطينيون للنزول عن الشجرة والانتقال إلى المفاوضات المباشرة»، لكن إسرائيل لن تقبل بما سيتضمنه البيان من دعوة للعودة إلى حدود عام 1967 وإعادة تقسيم القدس، بل تصر على إطلاق المفاوضات من دون شروط مسبقة. وتابع المصدر أن إسرائيل تنتظر في المقابل وثيقة أميركية تتضمن «النقاط الرئيسة» لاستئناف المفاوضات. ويبدو أن هذه الوثيقة ستشكل صيغة «حل وسط» بالنسبة الى إسرائيل لتنتقل إلى المفاوضات المباشرة. وقالت مصادر إسرائيلية إن النقاط التي تتم بلورتها في الوثيقة تتلاءم والسياسة الإسرائيلية القاضية بأن لا شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات. وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أن إسرائيل لن تعلن على الملأ رفضها بيان الرباعية ولن يعقب أركان حكومتها عليه، وذلك بعد أن تم التوصل إلى تفاهمات على ذلك مع الولاياتالمتحدة تقضي بأن تصدر الأخيرة بياناً آخر لا يتضمن العناصر التي تعتبرها إسرائيل إشكالية في بيان «الرباعية». وسيتم صوغ البيان على شكل دعوة ترسل إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية تحدد شروط بدء المفاوضات وشكل إدارتها. وكان «المنتدى الوزاري السباعي» ناقش أيضاً مسألة البناء في مستوطنات الضفة الغربية مع اقتراب انتهاء فترة تعليق البناء فيها (أواخر الشهر المقبل). ولم يرشح الكثير عن الاجتماع، لكن تقارير صحافية إسرائيلية تؤكد أن أربعة من الوزراء السبعة في المنتدى يؤيدون استئناف البناء غداة انتهاء فترة التعليق، وهو الموقف الذي يتبناه كما يبدو رئيس الحكومة، فيما يؤيد تمديده لثلاثة أشهر أخرى أو حصره في المستوطنات الكبرى وزيران فقط هما وزير الدفاع ايهود باراك ووزير شؤون المخابرات دان مريدور. في غضون ذلك، صادق نتانياهو أول من أمس على تزويد ثماني مستوطنات في الضفة ب 23 مبنى متنقلاً لاستخدامها غرف تعليم، عشية افتتاح السنة الدراسية الجديدة. من جانبها، نشرت وزارة الإسكان قبل أيام مناقصة لفتح شارع جديد لمستوطنة «معاليه أدوميم» في القدسالمحتلة بتكلفة تصل إلى نحو 4 مليون دولار. ويهدف فتح الطريق الجديد الى ربط المستوطنة مع حي استيطاني جديد ستتم إقامته تحت اسم «مفسيرت أدوميم». ودان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قرار نشر بيوت جاهزة في 8 مستوطنات في الضفة، وقال: «ندين بشدة قرار الحكومة بمواصلة الاستيطان في الضفة والقدس». كما ندد برفض الحكومة الاسرائيلية بيان الرباعية قبل صدوره، معتبراً أن ذلك «امعان برفض عملية سلام جادة، ويدل بوضوح على ان لدى هذه الحكومة برنامج آخر غير برنامج السلام والاستقرار في المنطقة».