أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن شجبها واستنكارها لما تضمنه البيان الصادر عن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، من اتهامات باطلة ومشينة تجاه المملكة العربية السعودية، مستغربة ما تضمنه البيان من عبارات غير لائقة وأوصاف مسيئة لا ينبغي أن تصدر من قلب أو لسان أي مسلم، فضلاً عن زعيم دولة إسلامية. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني، أن دول المجلس تعد ما ورد في بيان المرشد الأعلى الإيراني بشأن الحج تحريضاً مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الإسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين. وقال في بيان أمس (الأربعاء): «إن العالم الإسلامي يدرك تماماً الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعباً، من أجل تنظيم شعيرة الحج وتسهيل استضافة حجاج بيت الله الحرام وتأمين سلامتهم». وشدد على أن دول مجلس التعاون ترفض الحملة الإعلامية الظالمة والتصريحات المتوالية لكبار المسؤولين الإيرانيين تجاه المملكة العربية السعودية ودول المجلس، وتؤكد أن هذه الحملات بما تتضمنه من اتهامات وادعاءات تتنافى تماماً مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعو إلى الألفة والمحبة والتآخي، وتتعارض مع مبادئ سياسة حسن الجوار ولا تساعد على بناء علاقات بنّاءة بين الدول الإسلامية. فيما شدد مجلس العلاقات الخليجية - الدولية «كوغر» على أهمية الدور الإسلامي الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في الدفاع عن القضايا الإسلامية وجمع وحدة المسلمين، وعلى الإمكانات الكبيرة التي تسخرها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، داعياً المسلمين جميعاً إلى الوقوف وقفة رجل واحد ضد ما يقوم به النظام الإيراني من أعمال ضد الأمة العربية والإسلامية. وقال رئيس المجلس رئيس الجمعية العربية للصحافة وحرية الإعلام الدكتور طارق آل شيخان، أمس: «من الواضح أن تصدي المملكة العربية السعودية وتصدي المجتمع الخليجي ومؤسساته المدنية لأعمال النظام الإيراني ولأجهزته الإعلامية ولعملائه أفقد النظام الإيراني صوابه، وتمثل ذلك في التحريض والحملات المشبوهة الإعلامية والدينية والسياسية التي يقوم بها وعملاؤه ضد المملكة وسياستها». من جهة ثانية، أكد إعلاميون إيرانيون قدموا للحج هذا العام من خارج إيران، أن المملكة هيأت كل السبل وبذلت كل المساعي مستنفرة مجهوداتها وطاقاتها البشرية من أجل خدمة ضيوف الرحمن باختلاف جنسياتهم ووجهاتهم. وأوضح الإعلامي والمقدم في تلفزيون روج كورد والمقيم في فرنسا جمال بوركريم، أنه للمرة الأولى يأتي للمملكة لأداء الحج وما شاهده على أرض الواقع مغاير تماماً لما تروجه الدعاية الإيرانية المغرضة عن المملكة وشعبها الذي يحمل الحب والكرم والأصالة صغيراً كان أو كبيراً، مضيفاً، أن إيران تحاول جاهدة طمس هذه الصورة لبلاد الحرمين. نشطاء: إيران فشلت في محاولاتها تسييس الحج بيّن مسؤول المكتب الإعلامي في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز والمقيم في الدنمارك يعقوب حر التستري أن إيران عاجزة عن توفير أبسط الأشياء لشعبها، وفي إيران الفجوة كبيرة بين الشعب، إذ إن هناك 40 في المئة منهم يعانون من البطالة والصعوبة في الحصول على عمل بمعنى أنها فاشلة في إدارة شؤونها الداخلية. وانتقد الإعلامي والمحلل السياسي والمتحدث باسم الجبهة الشعبية لبلوشستان والمقيم في لندن رضا حسين بر، تصريحات خامنئي تجاه المملكة، وقال: «إن هذا جزء من الدعاية الإيرانية المشوهة عن هذه البلاد التي يرد عليه فيها التاريخ، إذ إنها تستقبل الحجاج وتقدم لهم كل سبل الراحة والاطمئنان والتيسير عليهم لأداء مناسكهم»، مستطرداً: «لا يعقل أن دولة واحدة تنتقد إدارة الحج، وهذا يدل على تنفيذ سياسات إيرانية تجاه الدول العربية والإسلامية». وأشار الناشط الإعلامي والعضو القيادي في حزب الشعب البلوشي مدير منظمة حقوق الإنسان البلوشية المقيم بالسويد ناصر نبات زهي، إلى أن تصريحات «خامنئي» الأخيرة تدل على أن النظام الإيراني منذ أن ولد وهو يركز على عدم تحسين حياة الناس في الداخل، وتصدير الثورة والمشكلات ومحاولة زعزعة أمن المنطقة ومنها تعكير صفو الحج.