إسلام آباد، بكين، نيودلهي، موسكو - أ ف ب، رويترز - أُلغيت الاحتفالات بعيد الاستقلال في باكستان المنكوبة بالفيضانات أمس، فيما اكدت الاممالمتحدة وجود اصابة واحدة على الاقل بمرض الكوليرا في مينغورا كبرى مدن اقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب)، وذلك غداة تحذير وكالات المساعدة من «موجة وفيات جديدة» بسبب الأمراض. وأعلن موريسيو جوليانو، الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة، ان 36 الف شخص على الاقل يعانون اسهالات حادة. وقال: «نظراً الى المخاوف من انتشار مرض الكوليرا القاتل، بدأنا نعالج جميع الاشخاص ضده بدلاً من فحصهم. ونحن لا نقول ان كل الذين يعانون إسهالاً حاداً مصابون بالكوليرا، لكن المرض مصدر قلق بالتأكيد، لذا نعزز جهودنا لمعالجته». وفيما وصل الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الى باكستان في جولة استطلاع، اكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في خطاب وجّهه الى الشعب ان «الفيضانات أثرت في عشرين مليون شخص، ودمرت محاصيل واحتياطات غذائية ببلايين الدولارات، ما يشكل خسارة كبيرة لاقتصادنا». وبعدما اكد ان هذه الفيضانات دمرت البلاد اكثر من امواج المد «تسونامي» التي ضربت القارة عام 2004، دعا جيلاني الاسرة الدولية مجدداً الى مساعدة حكومته في مكافحة المحنة. وأكدت منظمات انسانية ان المساعدات اقل بكثير من الاحتياجات. وقال جاك دي مايو رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنوب آسيا إن «ملايين الاشخاص يحتاجون الآن الى غذاء ومياه نظيفة ورعاية صحية»، مشيراً الى ان وكالات العمل الانساني ترصد حالياً خطر «حدوث موجة ثانية من الوفيات بأمراض تنتقل من طريق المياه الراكدة». وأفادت الأممالمتحدة في بيان بأن «وكالات الاغاثة لا تزال تحتاج إلى الوصول الى ستة ملايين شخص». وبعدما ألغى الاحتفالات المقررة أمس بذكرى استقلال باكستان عن بريطانيا في 1947، دعا الرئيس الباكستاني علي آصف زرداري في خطاب وجهه في المناسبة الى «مساعدة المنكوبين في محنتهم». وهو سيزور مناطق منكوبة في اقليم البنجاب. في غضون ذلك، اكدت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية ان اكثر من 300 مليون يورو من المساعدات التي منحت الى باكستان بعد زلزال عام 2005 والذي اسفر عن مقتل 74 الف شخص في 2005 جرى تحويلها الى قضايا اخرى. ونقلت الصحيفة عن «مسؤولين كبار» طلبوا عدم كشف هوياتهم ان الرئيس زرداري حوّل المبلغ الى قطاعات اخرى، «ما يجعل المدارس والمستشفيات والمنازل والطرق التي يفترض ان يعاد إعمارها بهذه المساعدات الدولية تنتظر حتى الآن وصول اموال، بينما لا يزال نحو اربعة ملايين شخص بلا مأوى». وأشارت الى ان السلطات ابلغت مسؤولي اعادة الإعمار في آذار (مارس) 2009 ان موازناتهم ستقلص وأن 110 ملايين يورو ستحول الى مشاريع اخرى، وأنها بررت الإجراء بالقول: «نواجه مشاكل اخرى كثيرة». وكشف هؤلاء ان موازنة سلطة اعادة الإعمار لعامي 2010 و2011 خفضت من 394 مليون يورو الى عشرة مليارات 92 مليون يورو، لكن وزير المال الباكستاني سلمان صديق نفى حصول اقتطاعات في موازنة سلطة اعادة الإعمار. ويحد تحويل هذه المساعدة من سخاء المانحين الاجانب للحصول على اموال لمساعدة بين 14 و20 مليون منكوب بعد الفيضانات الاخيرة. وقال زعيم المعارضة الباكستانية رئيس الوزراء السابق نواز شريف: «هناك بعض التحفظ. الناس حتى في هذا البلد لا يتبرعون بسخاء، لأنهم ليسوا واثقين من ان الاموال ستنفق بنزاهة». وفي الصين، ارتفع الى 1239 قتيلاً عدد ضحايا انزلاقات التربة في اقليم غانسو شمال غربي الصين، الاخطر منذ عقد، بينما ما زال 505 اشخاص في عداد المفقودين. وفي الهند، اعاد الجيش الهندي فتح الطريق الرئيس المتضرر من الفيضانات التي ضربت اقليم لدخ في جبال الهملايا، بينما استمر تدفق السياح على رغم الكارثة التي تسببت في مقتل 189 شخصاً ودمرت مباني وطرقات وأسلاك كهرباء في بلدة عاصمة الاقليم ليه. وشيد الجيش خلال اقل من اسبوع سبعة جسور تصل بين بلدة ليه المنكوبة وسريناغار عاصمة كشمير الهندية وولاية هيماشال برادش الهندية المجاورة. ويشير مسؤولون الى ان حوالى ألفي سائح اجنبي كانوا في المنطقة عند وقوع الكارثة التي اودت بحياة اربعة منهم وفقدان آخرين. وفي النيجر، أعلنت الأممالمتحدة مقتل طفلين في منطقة مرادي (وسط جنوب) بعد أمطار غزيرة أدت الى فيضانات تسببت في تشريد 70 ألف شخص، وخسائر مادية فادحة. وأوضح التلفزيون أن الطفلين قتلا إثر سقوط جدار منزلهما عليهما في تاساوا كبرى مدن المنطقة. وإلى روسيا، وصلت طائرتان اميركيتان من طراز «سي -130» تابعتان لسلاح الجو الاميركي تنقلان مساعدات، خصوصاً بزات مقاومة للنيران وخزانات مياه، الى موسكو لمساعدة روسيا على مكافحة حرائق الغابات. وقال نائب الادارة الدولية لوزارة الاوضاع الطارئة الروسية فاليري تشويكوف: «لن ننسى هذه المبادرة ابداً، ولا اليد الممدودة لنا في لحظة صعبة جداً»، علماً ان وزارة الخارجية الاميركية أعلنت ان المساعدة الاميركية الى روسيا ستبلغ 4,5 مليون دولار. وأعلنت وزارة الحالات الطارئة أن 480 حريقاً لا تزال تلتهم 56 ألف هكتار، أي أقل ب10 آلاف هكتار من أول من أمس. وقال الوزير سيرغي تشويغو: «سجل الوضع على جبهة الحرائق الآن تحسناً كبيراً بعدما انخفض عددها من 29 الى 16 بينها 7 حرائق غابات و9 حرائق مستنقعات». لكن حوالى 2500 رجل إطفاء واصلوا مكافحة الحريق الذي يجتاح محمية طبيعية قرب مركز «ساروف» النووي في منطقة نيجني نوفغورود التي لا تزال محظورة على الأجانب على غرار حقبة الاتحاد السوفياتي السابق. وأوضحت وزارة الحالات الطارئة في جمهورية موردوفيا الروسية حيث تقع المحمية أن الحريق في منطقة بوبوفكا، التي تبعد مسافة 17 كيلومتراً من ساروف، لم ينحسر وما زال مشتعلاً على مساحة ألف هكتار. وجرت السيطرة على الوضع في موقعين حساسين آخرين، هما مركز إعادة معالجة النفاقات النووية في ماياك ومركز المواد الانشطارية في سنيجينسك الواقعان في الاورال على مسافة ألفي كيلومتر شرق موسكو، بعدما هددتهما الحرائق.