قال رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني إن «الشعب يشعر بالمرارة والحيرة لتأخير تشكيل الحكومة بعد مرور أكثر من خمسة شهور على إجراء الانتخابات التشريعية. ودعا الكتل السياسية الى بذل المزيد من الجهد لتشكيل حكومة، في وقت شدد رئيس الحكومة نوري المالكي على ضرورة أن تكون «الخلافات السياسية وفق قواعد تستبعد إلغاء وتهميش وتسقيط الآخر». وأكد طالباني، في كلمة ألقاها أمس خلال الحفل التأبيني الذي أقامة «المجلس الأعلى الإسلامي» بمناسبة مرور عام على وفاة زعيمه السابق عبد العزيز الحكيم، «على ضرورة تبني منهج المهنية في تشكيل الحكومة وعلى أساس الكفاءة لتكون مثالاً لإرادة شعبنا وخدمة لمصالحه وتتجاوب مع المجتمع الدولي الذي دعا الى سد الفجوات التي يسعى أعداء النظام الديموقراطي الى النفاذ منها». ودعا «الكتل السياسية الى بذل المزيد من الجهد لتشكيل حكومة تشرع فوراً لمعالجة الملفات التي تخص الشعب العراقي». وأشار الى أن «الشعب يشعر بالمرارة والحيرة لتأخير تشكيل الحكومة، إذ إن العراقيين الذين يشكون من الخدمات خصوصاً الكهرباء يدركون أن هذه المعضلات لا يمكن تجاوزها إلا بحكومة تضم الأطراف السياسية وتعمل بتناغم». وشدد طالباني في المناسبة على أن رحيل عبد العزيز الحكيم «كان بمثابة فقد أخ عزيز وصديق ورفيق درب بالنسبة لي شخصياً». وقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي خلال الحفل الذي حضره عدد من المسؤولين والوزراء والبرلمانيين والشخصيات الدينية والسياسية، إن «الخلافات بين الكتل السياسية يجب أن تستند إلى قواعد ثابتة تتمثل بعدم إلغاء الآخر أو تهميشه أو إسقاطه»، مؤكداً في الوقت نفسه «ضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية قادرة على النهوض بعملية البناء والأعمار». وأضاف إن «الخلافات السياسية يجب أن تكون وفق قواعد تستبعد إلغاء وتهميش وتسقيط الآخر»، مبيناً أن «العودة إلى التهميش أو التسقيط السياسي يعني عودة العراق إلى مرحلة النظام السابق الذي كان يقسم العراقيين إلى فئات». وكان الزعيم السابق للمجلس الأعلى الإسلامي عبد العزيز الحكيم توفي في آب (أغسطس) من عام 2009 في أحد المستشفيات الإيرانية بعد صراع طويل مع مرض السرطان. من جهته، دعا رئيس «المجلس الأعلى الإسلامي» عمار الحكيم الى «استحضار كل المعاني النبيلة التي انطوت عليها حياة السيد الحكيم وأهمها التزام الدستور والتداول السلمي للسلطة». وأشار الى «أهمية الإيمان بالحوار السلمي وادراك أن هناك حقائق وثوابت هي التي تحدد طريقة تعاملنا وأهمها الالتزام بالدستور وعدم التجاوز عليه، لأن تجاوزه سيؤدي الى ضياع الثوابت والمقاييس ويؤدي الى الفوضى». وتابع إن «السيد الفقيد كان يؤكد الحرص على التزام الدستور الذي يدافع عن الحرية ومن خلاله يتم التداول السلمي للسلطة ومنع عودة الدكتاتورية مرة أخرى وبناء العراق الآمن المستقر». ولفت الى أن «الدستور إذا كانت فيه ثغرات، فيمكن إجراء التعديلات اللازمة عليه». وشدد عمار الحكيم على أن «المرجعية الدينية كانت تمثل محطة مهمة في حياة السيد الحكيم، وكان يؤكد أهمية الاستنارة برأيها لكون المرجعية وعلى رأسها السيد علي السيستاني آلت على نفسها ألا تنحاز الى جهة على حساب الآخرين انما هي جهة أبوية ترعى الجميع»، في تلميح الى إمكان الاستعانة بالمرجعية لإنهاء الخلاف حول تشكيل الحكومة، خصوصاً الخلاف بين طرفي التحالف الوطني (ويضم ائتلافي الوطني ودولة القانون) في تسمية مرشح رئاسة الوزراء. ورجح نائب رئيس الجمهورية، القيادي في القائمة «العراقية»، طارق الهاشمي في كلمته انتهاء أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة إذا تجاوز الساسة العراقيون خلافاتهم واحتكموا إلى الديموقراطية. وزاد: «على القيادات السياسية وضع خلافاتها جانباً والاحتكام إلى الديموقراطية كأساس لتشكيل الحكومة العراقية». واعتبر الهاشمي أن «قادة الكتل السياسية قادرين على إيجاد الحلول المناسبة لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية التي ينتظرها الشعب العراقي بفارغ الصبر»، مشدداً على «ضرورة أن لا يخذل الساسة الشعب العراقي الذي منحهم أصواته». وأشار إلى أن «الإنجازات التي تحققت في السنوات السبع الماضية متواضعة لو قورنت مع الأموال والجهود التي بذلت لتطوير المجالات كافة في العراق»، مؤكداً أن «الكلف الباهظة التي تحملها الشعب العراقي في الأنفس والأموال خلال السنوات السبع الماضية كانت كبيرة جداً». وفي كلمته قال نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي إن «الوقت حان لنخرج البلاد من الأزمة الحالية وندخل في حوار حقيقي بين الجميع من دون أي استثناء لنطرح الاختلافات ونُفعل ما بيننا من مشتركات». وتابع: «يقولون إن القوائم تزداد وحدة وصلابة وهذا أمر جيد لكننا يجب أن نرى هذه الوحدة والصلابة بعين العراق». وتساءل هل إن الصلابة تغلق الحوار وتهمش الآخر وتقصي قوائم، أم إنها وحدة تسعى لتحقيق الشراكة الحقيقية، أم إن الصلابة على ما فيها من قوة، أمر مطلوب يجب أن تتحول الى مرونة ليتحول كل منا خطوة الى الأمام إزاء شريكه ويتراجع كل منا خطوة أمام العراق».