وقِع اتفاق حيازة براءة اختراع بين وحدة البحث العلمي في «المعهد العالي للدراسات التكنولوجية» في مدينة قصر هلال في الساحل التونسي، لمصلحة نجيب حميدة، وهو مستثمر تونسي في قطاع النسيج التقني. ويعتبر هذا الاتفاق أول من نوعه في تونس، بحسب ما أكّده مدير المعهد منجي بن سالم. وقال: «معهد قصر هلال هو الوحيد الذي يتضمن وحدة بحث يديرها الأستاذ فوزي الصكلي، وقد أنجز هذا المشروع بالتعاون مع الأستاذ الصادق رودسلي وطالب الدكتوراه عماد بن مرزوق. الاختراع هو طريقة جديدة لتفكيك ألياف نبتة الحلفاء المتوافرة بشكل كبير في الوسط الغربي لتونس، مع الحفاظ على خصائصها الكيماوية، ومع استهلاك كمية قليلة من الطاقة، ما يعطي ربحاً في الأموال والوقت». يتيح هذا الاختراع استغلالاً أفضل لنبتة الحلفاء، بتحويلها إلى ألياف رقيقة قابلة للاستغلال في الصناعات الميكانيكية والتقنية والأدوات الطبية، مثل جراحة القلب والشرايين، وصنع أدوات تقويم الأعضاء، إضافة الى استعمالها كمكوّن أساسي في الصناعات التقليدية والصناعات غير النسيجية وغيرها. ولعلّ أهمّ ما في هذا الاختراع أنه صديق للبيئة إذ يعتمد على مواد طبيعية وطُرُق غير كيماوية وغير مكلفة، في استخلاص ألياف متعددة الاستخدامات. والمعلوم أن الطريقة التقليدية في استخلاص ألياف الحلفاء، تعتمد على استعمال مواد كيماوية وحرارة تصل إلى 175 درجة مئوية. وقد بيّن بن سالم أنّ الاتصالات بين المعهد والمستثمر حميدة انطلقت منذ آذار (مارس) الماضي، وأسفرت عن اتفاقية بيع براءة الاختراع إلى المستثمر مقابل 80 ألف دينار، شريطة استغلال الاختراع في تونس. والتزم حميدة باستعمال الاختراع في شركته الخاصة المتخصصة في تقنية النسيج، ومقرها بلدة المونستير. في هذا السياق، تعكف وحدة البحث العلمي في المعهد العالي للدراسات التكنولوجية، على مشروع لاستخراج ألياف نبتة الصبّار، كما يعمل فريق آخر على دراسة وبر الجمل بالتعاون مع معهد المناطق القاحلة في الجنوب. وتأسس «المعهد العالي للدراسات التكنولوجية» في 1995. ويضمّ ألف طالب، وقرابة 70 أستاذاً. ويضمّ سكناً داخلياً يتسع لقرابة مئتي سرير. ويتولى إعداد كوادر تقنية متوسطة تساهم في تطوير الصناعة الوطنية، خصوصاً صناعة النسيج والملابس. ويتضمن المعهد ثلاثة أقسام رئيسية، هي صناعة النسيج والملابس، والكيمياء الصناعية، وتقنيات التسويق.