وجهت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون رسالة الى وزراء خارجية الاتحاد امس ابلغتهم فيها بأن اللجنة الرباعية الدولية تعمل على اعداد بيان لتحديد الاساس لمفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. واضافت ان البيان سيصدر الاسبوع المقبل اذا اتفق الطرفان على استئناف المحادثات المباشرة، مضيفة ان المفاوضات قد تنطلق في آب (اغسطس) المقبل. وقالت آشتون ان «عباس قريب للغاية» من قبول الدخول في محادثات مباشرة، «لكنه طلب اياماً اضافية لإجراء مشاورات اخيرة مع شركائه العرب ومع مسؤولي حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية». وزادت: «من حيث المبدأ يتوقع أن يكون عباس في وضع يسمح له بإعطاء رد قاطع بحلول الاحد أو منتصف الاسبوع المقبل». واوضحت انه في حال موافقة الجانبين على استئناف المفاوضات، ستصدر اللجنة الرباعية للشرق الاوسط بياناً مطلع الاسبوع المقبل سيؤكد التعهدات السابقة للجنة الرباعية، خصوصاً تلك التي اعلنتها في 19 اذار (مارس) الماضي ودعت فيها الى وقف الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة والتوصل الى اتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين في غضون 24 شهراً وإقامة دولة على أساس حدود ما قبل حرب 1967، علماً ان الرباعية تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. وتابعت آشتون ان مبادرة اللجنة الرباعية «يتوقع أن تساعد الرئيس عباس على حشد دعم كاف في الداخل والخارج للدخول في محادثات مباشرة»، موضحة أن تلك الشروط التي تضمنها بيان اللجنة الصادر من موسكو في 19 آذار ستشكل الأساس لبيانها «الذي سيصدر بالتزامن مع اعلان انطلاق المحادثات المباشرة». وكان الرئيس محمود عباس اعلن الاثنين الماضي انه قد ينتقل الى المحادثات المباشرة اذا ما استندت المفاوضات الى بيان أصدرته اللجنة الرباعية الدولية في 19 آذار (مارس) في موسكو. لكن صحفاً اسرائيلية قالت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أبلغ المبعوث الاميركي جورج ميتشل اول من امس أنه يرغب في استئناف المحادثات فوراً من دون أي «شرط مسبق» كهذا. ولم يكن لدى الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي مارك ريغيف أي تعقيب مباشر على التقارير التي قالت ان مهمة ميتشل لإقناع الطرفين بالدخول في محادثات مباشرة فشلت، واكتفى بالقول لوكالة «رويترز»: «تدعو حكومة اسرائيل منذ أكثر من عام للبدء فوراً في محادثات سلام مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين». وقال ديبلوماسي غربي إن تقارير الصحف الاسرائيلية عن أن نتانياهو رفض الفكرة «لم تغير أي شيء»، مضيفاً: «لا يزال هذا هو الهدف. هذا ما يفكر فيه الجميع». وفي واشنطن، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية امس ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن القضايا التي تعوق اجراء محادثات سلام مباشرة مع الفلسطينيين، فيما كثفت ادارة الرئيس باراك اوباما من الضغوط لتبدأ المحادثات في اقرب وقت ممكن. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية بي. جي. كرولي في رسالة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي ان كلينتون تحدثت هاتفياً مع نتانياهو ليل الخميس - الجمعة وبحثت القضية ايضاً مع وزيري الخارجية الاردني ناصر جودة والمصري احمد ابو الغيط. وذكر مصدر فلسطيني قريب من المفاوضات أن جدول أعمال يتحدث عن دولة فلسطينية «على أساس حدود ما قبل حرب 1967، ليس محاولة لوضع الحدود قبل المفاوضات»، مضيفاً: «هذه اللغة كانت مقبولة في جميع الاتفاقات خلال السنوات ال 18 الماضية من جانب رؤساء الحكومات الاسرائيلية، ومن بينهم نتانياهو في ولايته الاولى». من جهة أخرى، بدأ الرئيس الفلسطيني زيارة للدوحة أمس تستمر يومين للبحث مع كبار المسؤولين القطريين في قضايا الساعة، وفي صدارتها مسألة المفاوضات المباشرة في ضوء اجتماعه مع ميتشل قبل أيام، خصوصاً أن قطر ترأس لجنة المبادرة العربية للسلام. ويتوقع أن يبحث عباس مع القيادة القطرية نتائج اتصالاته العربية، وأن يشرح موقفه النهائي في شأن استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. ويضم الوفد المرافق لعباس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة المفاوضات الدكتور صائب عريقات، والناطق باسم السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، ورئيس الكتلة البرلمانية لحركة «فتح» عزام الأحمد.