حذر خطباء الجمعة في العراق من نتائج الاستمرار في تأجيل عقد جلسات البرلمان، وشدد إمام جمعة مدينة الديوانية في الجنوب من خطورة عدم قدرة القوات العراقية على حماية نفسها فضلاً عن حماية الشعب مع الانسحاب الاميركي من العراق. واحتلت الارشادات الدينية في الجمعة الاولى من رمضان حيزاً واسعاً أمس ودعا الخطباء الى استثمار الشهر الكريم في تهدئة الاوضاع الامنية والالتفات الى البناء بدلاً عن الهدم. ودعا ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني في كربلاء السيد أحمد الصافي الساسة والكتل السياسية إلى التعجيل في تشكيل الحكومة «بالمقدار الذي يرضي الجميع لتخفيف معاناة المواطنين»، مشيراً إلى ارتباط تقديم الخدمات للمواطنين بتشكيل الحكومة المرتقبة. وقال الصافي إن «تشكيل الحكومة يحتاج إلى سعي من الساسة في هذا الشهر لمد اليد الى الآخرين، والاتفاق على تشكيلها بتغليب المصلحة العامة على الخاصة». ودان الفساد في مؤسسات الدولة ووصفها بأنها «اخذ الأموال بلا عمل»، وقال أنها «تكاد تكون بالمرعبة»، معتبراً أن العراق الآن «يعيش حالة الهدم وليس البناء»، مشدداً على ضرورة أن تضرب الدولة بيد من حديد على المفسدين لفرض قوة الدولة وهيبتها. وطالب الصافي الحكومة بمعالجة الانقطاع المستمر للطاقة الكهربائية، وقال أن سبب ازمة الكهرباء المستمرة هي «كثرة الوعود الزائفة»، لافتاً إلى ضرورة مصارحة الناس بهذه المشاكل، مبيناً أن هناك مشاريع صغيرة ممكن أن تُمرر مرحلة قصيرة هي مدة «شهور الصيف الحار الثلاثة»، طالباً من الدولة الاهتمام بالمختصين و»العقول النيرة والتجار العراقيين». وانتقد إمام جمعة مدينة الديوانية الشيخ حسن الزاملي الوسط السياسي العراقي، وقال ان «اعضاء مجلس النواب الجديد الذين استلموا رواتبهم وجلسوا في منازلهم سيحاسبون امام الله والشعب . فعليكم ان تطالبوا بعقد جلسات البرلمان لمتابعة هذا الفساد الذي دمر العراق ودمر المواطنين ورجع بالفائدة على الحكومة الحالية». ودعا الزاملي «أبناء الشعب العراقي ان ينزلوا الى الشارع ليهزوا عروش الفاسدين والمفسدين ومن لا يهمهم سوى شخوصهم وأحزابهم وحواشيهم وصلة ارحامهم». واكد ان «هناك مخططاً كبيراً يجب ان يلتفت اليه السياسيون الشرفاء وهو انسحاب القوات الاميركية في ظروف حرجة واجهزتنا الامنية عاجزة عن حماية نفسها فضلاً عن عجزها الواضح لحماية ابناء الشعب وحماية البلد». وفي بعقوبة أكد خطباء من السنّة والشيعة حرمة دم ومال المسلم على المسلم، داعين الى «التعاون مع الاجهزة الامنية لإفشال مخطط حرب أهلية». وأكد الشيخ مناف الجبوري على ضرورة «توحيد صلاة الطائفتين في مساجد وحسينيات ديالى في رمضان كخطوة للم شمل المسلمين». وحض مراجع الدين السنّة والشيعة على «اصدار فتاوى تدعو الى توحيد الطائفتين ونبذ الفرقة والخلاف». واعتبر الشيخ رضا الموسوي حلول رمضان «مناسبة لتأكيد وحدة أبناء ديالى وإنهاء النزاعات والخلافات التي تسببت بها الحرب في المدينة».