رقص الفرنسيون في باريس على إيقاع فن كناوة المغربي ذي الأصول الأفريقية في مهرجانهم «بلا حدود» للموسيقى العالمية أخيراً. وبدأ الكنديون بالرقص على الإيقاع ذاته أول من أمس ولمدّة خمسة أيام في مهرجان مخصص ل «تقاليد العالم» في مدينة شيربروك. وذلك احتفاء بتنوع الثقافات من أنحاء العالم في عالم الموسيقى وإبداعات الفنانين وعروض الرقص ومعارض الصناعة التقليدية والطبخ والشعر والسيرك. وكانت الكندية من أصل مغربي مليكة بجاجي رئيسة المهرجان الكندي أتت إلى المغرب قبل أسابيع، لدعوة فرقة «كناوة» للمشاركة في الدورة 13 لمهرجان شيربروك (شرق مونتريال)، وتفعيل مشروع شراكة أقيم في حزيران ( يونيو) الماضي في مدينة الصويرة الأطلسية بين جمعية «يارما كناوة» ومنظمي «تقاليد العالم» على هامش تنظيم مهرجان «كناوة وموسيقى العالم». مع «معلمي» موسيقى كناوة المغربية يتعرف الجمهور الكندي إلى أحد أهم أنواع الموسيقى الشعبية في المغرب الضاربة في عمق التاريخ (القرن 16). وهي موسيقى روحية عبارة عن مزيج من الألحان والأهازيج ذات الأصول البربرية - الأفريقية والعربية - الإسلامية، مصحوبة برقصات بهلوانية تبهر المتفرجين. رافقت مليكة التي وصلت كندا في 1997 مهرجان «تقاليد العالم» كمتطوعة منذ دورته الأولى قبل 12 سنة. ورأت في هذا المهرجان الدولي فرصة للتعريف ببلدها. كانت تدير كشكاً بسيطاً يحتوي على بطاقات لجغرافيا المغرب ومدنه، تعرف من خلالها زوار المهرجان إلى ثقافة المغرب وتقاليده، واستمرت في نشاطها التطوعي إلى أن صارت رئيسته منذ ثلاث سنوات. تمثل مليكة بجاجي (42 سنة) المتحدّرة من مدينة الدارالبيضاء، رمزاً مهماً لمهرجان دولي يتوخى تبليغ رسالة الانفتاح على الآخر. فهي مهاجرة مغربية مثقفة اندمجت في المجتمع الكندي بنجاح. عينت أخيراً رئيسة لجنة التعدد الثقافي بغرفة التجارة والصناعة في شيربروك، وتنتمي إلى جمعية نساء الأعمال المغربيات في كندا وعدد آخر من الجمعيات الكندية. يستقبل قصر الشرق في مدينة شيربروك فناني كناوة، ضيوف شرف الدورة الحالية. هذا القصر حديث الإنشاء، اشتغل فيه حرفيو الصناعة التقليدية. لقد أقيم العام الماضي، وكانت مليكة من مصممي فكرته. قصر بهندسة وديكور شرقيين، يضم نحو عشرين من البلدان الشرقية التي اكتشفت مليكة غيابها عن مهرجان «تقاليد العالم». قالت رئيسة المهرجان إن قصر الشرق سيتحول خلال هذا الاحتفال بثقافات العالم إلى «رياض» لمعلمي كناوة وفضاء للاكتشاف وللمفاجآت واللقاءات السارة.