إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - توجه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الذي يواجه انتقادات بسبب تنفيذه جولة اوروبية الاسبوع الماضي بالتزامن مع الفيضانات التي شكلت أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ بلاده، الى المناطق المتضررة والتقى منكوبين. وتفقد زرداري بعد يومين من عودته الى باكستان مدينة سوكور التي تقع على ضفاف نهر إيندوس في إقليم السند الجنوبي لمعاينة آثار الدمار وجهود الإغاثة، في وقت لا يزال مسؤولون في الحكومة التي انتقد السكان بطء تدخلها وفاعليته، ووكالات دولية يقوّمون الأضرار التي شملت تدمير مئات من الطرق والجسور في مناطق القبائل الجبلية في الشمال الى سهول اقليم السند في الجنوب، وإغراق المياه عدداً لا يحصى من القرى والمزارع، ما ادى الى اتلاف محاصيل ونفوق ماشية. وقال موريتسيو جوليانو الناطق باسم العمليات الانسانية للأمم المتحدة إن «كلفة إعادة تأهيل قطاع الزراعة قد تصل الى بلايين الدولارات، خصوصاً ان ثلث باكستان تأثر بالفيضانات، وتضررت محاصيل القمح والقطن والسكر التي تعتبر دعامة اساسية للاقتصاد». وحذر من موجة ثانية من الوفيات بسبب الأمراض ونقص الغذاء، في حال لم تصل المساعدات بسرعة، والتي قدرتها المنظمة الدولية اول من امس بمبلغ 459 مليون دولار. وأكد مسؤولون زراعيون باكستانيون ان الفيضانات دمرت نحو 500 ألف طن من القمح، ونحو مليوني بالة من القطن، مرجحين تعويض مخزونات الحكومة البالغة خسائر القمح، علماً ان باكستان ثالث أكبر منتج للقمح في آسيا حصدت 23.80 طن من القمح في موسم 2009 – 2010، وتزيد مخزوناتها عن 28 مليون طن حالياً. ويتزاحم الناس للحصول على غذاء في مراكز توزيع المساعدات المنتشرة في أنحاء المنطقة المنكوبة، في وقت حل شهر رمضان المبارك. وقال محمد علي، وهو خباز يكافح للحصول على إمدادات: «يجب ان توفر الحكومة مياه نظيفة وغذاءً جيداً للناس. والحقيقة اننا لا نرى دليلاً على أن الحكومة تقدم أي شيء على هذا الصعيد». على صعيد آخر، اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان بلاده ارسلت حاملة المروحيات «بيليلو» الى قبالة سواحل كراتشي للمساهمة في اغاثة منكوبي الفيضانات. وكشف ان عدد المروحيات الاميركية العاملة في جهود الاغاثة سيرتفع الى 19، علماً ان 6 مروحيات كانت ارسلت سابقاً من افغانستان ساهمت في انقاذ حوالى ثلاثة آلاف شخص ونقلت نحو 146 طناً من المساعدات، متوقعاً ان تكون فيضانات باكستان اكثر كارثية بالنسبة الى البلاد من زلزال عام 2005»، مؤكداً عزم الرئيس الاميركي باراك اوباما على المضي قدماً في تقديم مساعدات الى الباكستانيين». وأشار غيتس الى ان سفينة «كيرساردج» ستحل لاحقاً بدلاً من حاملة المروحيات «بيليلو»، ما سيسمح بتقديم مساعدات اكبر. وفي كلمة ألقاها امام مجلس العلاقات الخارجية، شدد المبعوث الاميركي الى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك على ان فيضانات باكستان «كارثة كبيرة». وقال: «حتى اذا كان عدد القتلى اقل بكثير من عدد قتلى امواج المد البحري تسونامي في المحيط الهندي عام 2004 ومن عدد قتلى زلزال باكستان عام 2005 او حتى زلزال هايتي العام الماضي، فإن اجمالي عدد المتضررين اكبر بكثير من الحوادث مجتمعة، والاعتراف الدولي بالكارثة ليس كافياً حتى اليوم قياساً الى حجمها، اذ ان الفيضانات بخلاف الزلازل والتسونامي ليست كوارث تضرب للحظة ثم تليها على الفور عمليات لإعادة الإعمار. انها ازمات طويلة المدى تزداد سوءاً ويساء تقديرها في البداية، وهذا ما جرى في باكستان». وأكد «الحاجة الملحّة لتوفير مياه شرب صالحة تمنع تفشي امراض الكوليرا والتيفوئيد، وأدوية ملحّة»، نافياً المعلومات عن استفادة منظمات غير حكومية اسلامية من الوضع عبر مد يد العون الى المنكوبين وسد الفراغ الناجم عن غياب السلطات، وارتباط هذه المنظمات المرتبطة بمتطرفين، ما يجعلها تكسب عطف السكان في المناطق التي تعجز الحكومة المركزية عن الوصول اليها. وقال ان «الاشخاص الذين تحدثت معهم شككوا في صحة هذه المعلومات. ولا اعتقد حالياً انه يجب ان نشغل بالنا بهذا الامر، بل ان نهتم بكيفية مد يد العون والمساعدة الى الناس».