أظهر تقرير التعليم للجميع للعام 2010 الذي أصدرته منظمة ال «يونسكو» انخفاض عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة حول العالم بمقدار 33 مليون طفل منذ عام 1999، في حين تشير إحصاءات برنامج الأغذية العالمي إلى وجود حوالى 72 مليون طفل في العالم ممن هم في سن التعليم الأساسي لا يذهبون إلى المدرسة. كما يوجد 66 مليوناً آخرون ممن هم في سن التعليم الأساسي في البلدان النامية يذهبون إلى المدرسة جائعين، منهم 23 مليوناً في أفريقيا وحدها. وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فسيكون عدد الأطفال الذين لا يزالون خارج المدرسة حوالى 56 مليوناً بحلول عام 2015. وانطلاقاً من هذه الحقائق، أطلقت دبي العطاء حملة «التغذية المدرسية» بتوجيهات من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي. ويأتي إطلاق الحملة كجزء من سعي دبي العطاء الهادف إلى المساعدة في تحقيق الهدف الثاني من أهداف الألفية للتنمية التي وضعتها الأممالمتحدة، المتمثل في توفير التعليم الأساسي للجميع على مستوى العالم بحلول عام 2015. وبدأت الحملة مع حلول شهر رمضان المبارك وتستمر حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، وتهدف إلى تزويد أطفال المدارس في البلدان النامية بالتغذية اليومية الضرورية والطعام المناسب من أجل تحسين فرص حصولهم على التعليم الأساسي السليم. وفي تعليق له على إطلاق هذه المبادرة، قال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: «إن الحصول على التغذية السليمة يعتبر عائقاً رئيساً في بلدان نامية عدة. ويجب أن تندرج في أي برنامج شامل لتطوير التعليم. وستتيح حملة دبي العطاء للتغذية المدرسية لمجتمع الإمارات فرصة أخرى لتحقيق رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المتمثلة في توفير التعليم الأساسي السليم للأطفال في البلدان النامية». ووفقاً لإحصاءات برنامج الأغذية العالمي لعام 2009، زادت معدلات الالتحاق بالمدارس بنسبة 28 في المئة للفتيات وبنسبة 22 في المئة للذكور خلال السنة الأولى من المساعدة التي قدمتها برامج التغذية المدرسية في 32 بلداً أفريقياً جنوب الصحراء الكبرى. كما شجعت برامج التغذية المدرسية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي 2009 حوالى 22 مليون طفل في 70 بلداً على الذهاب إلى المدارس والبقاء فيها، وكان نصف هذا العدد من الفتيات. وتشكل الفتيات تقريباً نسبة 54 في المئة من الأطفال خارج النظام الدراسي، ويوجد في جنوب صحراء أفريقيا وحدها، حوالى 12 مليون طفلة من المحتمل ألا تسجل في المدرسة. وعلى سبيل المثال، فإن حوالى 80 في المئة من الفتيات في اليمن خارج المدرسة ومن المستبعد انضمامهن إلى المدرسة في وقت لاحق، في حين تبلغ نسبة الذكور 36 في المئة. وأشار القرق إلى أهمية تحقيق دبي العطاء الهدف الثالث من أهداف الألفية للتنمية التي وضعتها الأممالمتحدة، وهو تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وأعلن أن الأموال التي ستجمع ستستعمل في تنفيذ برامج التغذية المدرسية في البلدان النامية للأطفال في مدارسهم، مع التركيز أيضاً على المساواة بين الجنسين من خلال توفير حصص غذائية منزلية تهدف إلى تحفيز الأهالي على تسجيل بناتهم في المدرسة. وتعمل دبي العطاء، منذ إطلاقها في العام 2007، على إزالة العقبات الرئيسة التي تقف في طريق حصول الأطفال على التعليم الأساسي السليم. وتشمل برامجها 4 عوامل رئيسة تؤثر في العملية التعليمية وهي: البنية التحتية، الصحة والتغذية، جودة التعليم، والمياه والصرف الصحي.