مازال الملف النووي ونتائج الانتخابات تأخذ القيادة الإيرانية في الاتجاهات الخطأ، ولا شك أن استمرار توجهها الحالي سيخلق أوضاعاً تتجاوز قدرة سياسييها ولن تكون المعالجة متاحة، وها هو العبث غير المبرر بدأ هنا وهناك. التصرفات الإيرانية في المنطقة كثيرة وتجاوزت المعقول والمقبول، لدرجة لم تعد تعتبر نفسها إحدى دول الخليج، وإنما هي الدولة التي بيدها أمور الخليج، والشواهد كثيرة، وفي مقدمها العبث المستمر في مياه الخليج العربي، تجارب أسلحة ومناورات تقذف في داخله أطناناً من الذخائر من دون إدراك لأخطارها على الحياة الفطرية في داخله التي تشكل مصدراً اقتصادياً لدوله، كما أنها لم تدرك أن الخليج العربي بحر مغلق ولم يكن محيطاً حتى تجرب في داخله الأسلحة، فالبحار المغلقة والخلجان محظور إجراء التجارب فيها. ومن هذا المنطلق فالباب مفتوح أمام المنظمة الدولية لحماية البيئة لتبادر إلى فحص وضعه البيئي لإثبات مدى التلوث الذي قد أثبت بعد حرب الخليج الثانية، وزيادة التلوث نتيجة المناورات والتجارب الإيرانية التي لم تنقطع، يضاف إلى هذه الاستفزازات وعرض القوى المستمر، وآخر العمليات الاستفزازية محاولتها طمس الحقائق والتاريخ معاً، وتأكيداً لهذا تجاوزت إيران كل الحقائق التاريخية عندما أطلقت اسم «الخليج الفارسي» على الخليج العربي، وحتى تتوقف عن تجاوز الحقائق التاريخية ادعوها إلى التأكد مما يثبت عروبة الخليج العربي، شواطئ ومياهاً وأعماقاً، فهناك سبع دول عربية تغطي شاطئيه الغربي والشمالي، كما يشارك إيران على الشاطئ الشرقي بعض القبائل العربية ولا تزال، يضاف إلى هذا الاكتشافات الأثرية العالمية والموجودة في كثير من المتاحف العالمية والمعرفة باسم الخليج العربي، فهل تكفي القيادة الإيرانية هذه الحقائق أم أزيدها من داخل أرشيفها إذا لم تكن قد دمرته؟ وللتذكير فلم يأتِ التاريخ باسم الخليج الفارسي إلا مرتين، الأولى: إبان حكم الشاه بعد أن امتلك ترسانة من الأسلحة شعر معها بالتفوق، وأن بإمكانه طمس الحقائق التاريخية، والثانية: أتت من القيادة الإيرانية الحالية، وكلتا الحالتين تؤكدان أن هذا المسمى لم يرتبط بأي ثقافة أو تاريخ وإنما بالقوة والاستعراض بها، التي تعتقد خاطئة أنها تستطيع من خلالها أن تفرض ما تريد. وأخيراً، إيران لم تعد قادرة على العمل ضمن المعطيات التي تخدم مصالحها، ولهذا أصبحت بعيدة عن قضاياها الساخنة.