اعتبر المدير العام للجودة في الخطوط السعودية الكابتن طي الشمري أن الطائرة المهداة للملك الراحل عبدالعزيز مثّلت ميلاد الطيران المدني في المملكة، مشيراً إلى قصة الطائرة التي أهداها الرئيس الأميركي روزفلت للملك عبدالعزيز. وتناول خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري العالمي للطيران المدني معايير السلامة العالية التي تتبعها الخطوط السعودية، وأضاف أن السعودية على استعداد تام للمشاركة بخبراتها لأغراض التحسين والتطوير، إذ تمتلك خططاً واضحة أثبتت نجاحها في تغيير ثقافة الأمن والسلامة التقليدية لدى المسافرين. وأكد المدير العام لمكتب تحقيقات الطيران السعودي عبدالإله فلمبان وجود نقص ملاحظ في أعداد الخبراء والمحققين في حوادث الطيران، وقال خلال تقديمه لعرض حول مرحلة البناء للتعاون الإقليمي في قسم التحقيق في الحوادث: «لكي تكون قادراً على التحقيق السليم يجب أن يتوافر لديك العديد من الأمور، مثل الأدوات اللازمة والمعلومات الكافية والمهارات العالية، حتى تصل إلى آلية تحقيق مستقلة ودقيقة في الوقت ذاته، ومن السهل جداً أن تجد المعلومات أو الخبرات، ولكن من الصعب جداً تطبيق ذلك، لذلك فإن الأمر يتطلب التدريب المتواصل والفعال للمحققين». وأضاف خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري العالمي للطيران المدني: «تجب الاستفادة من الخبرات المتوافرة وأخذها بعين الاعتبار، والسعي إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق التطوير والتقدم المنشود»، مشدداً على أن الخبرة العملية هي ما يميز المحققين عن بعضهم، والتي يكتسبونها من خلال مشاركتهم في التحقيقات. وذكر أن المملكة لديها خبرة كبيرة من خلال التواصل مع العديد من مكاتب التحقيق المختلفة، مضيفاً: «نهدف إلى تطوير مجال التنسيق في تبادل الخدمات، وأسسنا آلية عمل خاصة باستخراج آلات التسجيل من البحار (الصندوق الأسود)، وذلك بحكم وجودنا في المملكة والمياه تحيطنا من جهات عدة، كما نتعاون مع الجهات الحكومية للاستفادة من الوصول إلى بعض الأشياء التي نحتاج إليها في التحقيق، كوزارة الداخلية والنقل وغيرها من الجهات الأخرى». وشارك في الجلسة السابعة التي عقدت بعنوان: «المنظمات الإقليمية للتحقيق في حوادث الطيران» ثلاثة من المختصين، ناقشوا عدداً من تجارب بعض المنظمات الإقليمية في مجال التحقيق في حوادث الطيران، وكان أول المتحدثين فيها السيد كاج فورستل، الذي استعرض مشروع وكالة التحقيق في حوادث الطيران في منطقة بانجول (باغيا) في إقليم أفريقيا، إذ أشار إلى أن المكاتب التابعة للوكالة عليها أن تعمل بجد، وأن تدرس نتائج أعمالها لتتمكن من نيل ثقة المسافرين في هذه الوكالة وتحقق تطلعات الدول وآمالها بمجال التحقيق في حوادث الطيران، وأضاف: «أصبحت لدينا طريقة للتحقيق في الحوادث، ونحرص على عقد اتفاقات متعددة مع الدول، كما يتم تحديد مفوض للتنسيق في الأعمال، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالتنسيق مع الجهات الحكومية، كما نحرص دائمين على سلاسة الإجراءات والعمل المسند للمحققين في الحوادث، إضافة إلى معالجة تحمل التكاليف الخاصة ببعض الإجراءات، كاستخراج (الصندوق الأسود) بعد الحوادث، إذ يكلف ذلك الكثير من المبالغ المالية، ونراعي في ذلك توزيع تلك التكاليف على الدول وفقاً لإمكاناتها». وشدد على حرص الوكالة على تدريب وتطوير قدرات المحققين، وقال: «قدمنا دورة في التحقيق في حوادث الطيران أكثر من مرة خلال السنوات الأربع الماضية، ونحرص دائمين على أن يكتسب المحققون خبره عالية، بحيث لا يستغرق التحقيق منهم وقتاً طويلاً، وأن يكون التحقيق دقيقاً، ليستفاد منه في الحد من الخسائر». وتناولت الجلسة الثامنة من جلسات المؤتمر الوزاري العالمي للطيران المدني موضوع «المشاريع الإقليمية في مجال سلامة الطيران»، وقدم من خلالها عدد من المتحدثين نماذج عن مشاريع إقليمية ناجحة تم تنفيذها في مجال السلامة الجوية. وتناول نائب مدير معايير خدمات الطيران في إدارة الطيران الفيديرالي الأميركي FAA جون بارباجللو علاقة إدارته التاريخية مع السعودية في مجال التعاون الفني والاقتصادي في ما يتعلق بأمن وسلامة الطيران المدني، وأشار إلى التعاون بين الدول وإلى مساهمتهم التي تمثلت في تقديم المعلومات للناقلين الجويين «كل ستة أشهر» من خلال الاجتماعات التي بحثت أيضاً العديد من الأمور المتعلقة بالسلامة، ما أسهم ويسهم في تجنب السلبيات وحل المشكلات، وأضاف أنه يتم سحب الرخص المتعلقة بالسلامة الجوية من أي ناقل جوي لا يلتزم بمعايير السلامة والأمن، خصوصاً عندما تتكرر الأخطاء أكثر من مرة، وهو ما يدل على دقة وصرامة معايير السلامة لديهم، وقال: «نحتاج إلى تعاون غير تقليدي بين المنظمات، لنتمكن من تغيير الثقافة السلبية المترسخة لدى كثير من المسافرين والمتعلقة بالسلامة والأمن». وتناولت الجلسة العاشرة من المؤتمر مشاريع تم تنفيذها في أقاليم مختلفة في مجالي البحث والإنقاذ الإقليمي للطوارئ، إذ تم نقاش وعرض الخطوات المتبعة في كافة مراحل تنفيذ عدة مشاريع، وكذلك الترتيبات المالية والمؤسساتية المتعلقة بتنفيذها، لتستفيد منها إدارات الأقاليم الأخرى. وتحدث المسؤول عن مشروع البحث والإنقاذ الخاص عن الطائرة الماليزية المفقودة رقم 370 لاشلان فيليبس عن وقائع اختفاء الطائرة وما حدث من إجراءات للبحث. واستهل فيليبس حديثه عن بداية انقطاع الاتصال مع الطائرة ذاك اليوم في 2014، عندما كانت في المحيط الهادئ، وما تعقبه من عمليات المسح للأكثر من 10 آلاف كيلومتر مربع في بداية الأمر، والذي كان بالقرب من أسترالياوالصينوماليزيا. وأوضح أنه تم تحويل العملية من الإنقاذ إلى البحث بعد 46 يوماً، وما أعقبه من اختفاء تام لها، والذي كان على متنها 240 راكباً، ثلثاهما من الصين، ما جعلها تحرص كثيراً على إيجادها، والمشاركة بشكل قوي في عمليات البحث والتحقيق. وأكد فيليبس أن ماليزيا لا تزال مسؤولة عن اختفاء الطائرة، بحكم أنها تابعة لها، والذي جعل 26 دولة أخرى تشارك في عمليات البحث.