غزة - رويترز - قال مسؤولون في الاممالمتحدة إن اتفاقاً نادراً بين اسرائيل وليبيا لإطلاق سراح مصور اسرائيلي سيسمح لليبيا بتمويل إعادة بناء 1250 منزلاً في قطاع غزة دمرت في الهجوم الاسرائيلي أواخر 2008 وأوائل 2009. وفي تصريحات محسوبة بعناية في شأن «العدو القديم» وصف وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، الذي ساعد في التوسط في اطلاق المصور رفائيل حداد بمعونة وسيط نمسوي، ليبيا بأنها «شريك موثوق فيه». وكانت ليبيا، وهي في حال حرب مع اسرائيل من الناحية النظرية، من اشد منتقدي الدولة العبرية على الساحة الدولية لعشرات السنين. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان اسرائيل ستسمح بموجب الاتفاق لليبيا بأن تقدم 50 مليون دولار لتمويل اعادة بناء منازل في غزة. ورفض ليبرمان ومعاونوه التعليق على تفاصيل الاتفاق الخاص باطلاق سراح حداد (34 سنة) الذي اعتقل بتهمة التجسس في آذار (مارس) الماضي بعد سفره الى ليبيا بجواز سفر صدر في تونس مسقط رأسه. ويقول زملاؤه ان حداد كان يصور المواقع التراثية اليهودية في ليبيا وتنفي اسرائيل قيامه بالتجسس لمصلحتها. وبعد عودة حداد الى اسرائيل الاثنين قال ليبرمان ان «هذا الاتفاق مع الحكومة الليبية ناجح جداً جداً. ويمكن التعويل عليه بدرجة كبيرة. نحن نعرف انها (ليبيا) شريك موثوق فيه. وسنحترم مطالبها بخصوص بعض الامور الفلسطينية». وتزامنت المحادثات في شأن اطلاق حداد مع ابحار «سفينة الامل» المسجلة في ليبيا لتحمل مساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة. وقال بيتر فورد، ممثل المفوض العام للاونروا لدى توقيع الاتفاق مع مؤسسة القذافي الليبية، ان مئات من الاسر الفلسطينية ستستفيد بشدة من الاتفاق، لكن على اسرائيل فعل المزيد. وقال فورد في بيان ان «الاونروا تطالب السلطات الاسرائيلية باصدار التصاريح اللازمة على الفور للسماح لنا باستخدام ليس فقط هذه الاموال الليبية الجديدة، بل ايضاً الاموال السعودية والهولندية واليابانية وغيرها من الاموال المتاحة لمعالجة هذا الوضع المريع». وقال مسؤول اسرائيلي متحدثاً عن المفاوضات، شرط عدم نشر اسمه، ان ليبيا كانت تريد ان ترسو «سفينة الامل» في غزة مقابل الافراج عن حداد. ورفضت اسرائيل الطلب الليبي ورست السفينة في ميناء العريش المصري. وتوصل الوسيط النمسوي رجل الأعمال مارتين شلاف، القريب من سيف الإسلام القذافي، الى «صفقة» تقضي بأنه في مقابل الإفراج عن حداد، تتيح إسرائيل نقل المساعدات على متن السفينة الليبية إلى غزة عن طريق معبر رفح وتسمح لليبيا بنقل 20 مبنى جاهزاً إلى القطاع لسكان فقدوا بيوتهم خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.