تلقت «الحياة» الرد الآتي من «حزب التحرير» على مقالة الزميل مصطفى زين بعنوان «الخلافة الآن» 20/7/2010 نقتطف منها الآتي: لم يشرح لنا الكاتب مصطفى زين كيف أن الجدل الذي أحاط بمؤتمر حزب التحرير، الذي عقد في فندق البريستول، قرّب الجميع من «هاوية الفتنة الطائفية والمذهبية»، سوى بالاستناد الى مقولة رخيصة هي أن وزير الداخلية اللبناني السابق أحمد فتفت رخص لحزب التحرير للاستقواء به ضد حزب الله، غريم فتفت وتيار المستقبل. وفات الكاتب أن الوزير فتفت كان أول المعترفين بأن حزب التحرير ودعوته الى اقامة الخلافة الإسلامية القائمة على العقيدة الإسلامية، يناقض الطرح الفكري الذي يقوم عليه برنامج المستقبل العلماني الليبرالي الغربي التوجه. كما فات الكاتب أن يذكر، من باب الأمانة الموضوعية، أن الوزير فتفت كان أيضاً رخص للتيار العوني، أول خصومه السياسيين وأول حلفاء حزب الله في التركيبة اللبنانية الطائفية الموروثة من عهد الأنوار الفرنسي القائم على أنقاض دولة الخلافة العثمانية. إن لقاءات حزب التحرير المتعاقبة استمرت مع «حزب الله» من قبل «العلم والخبر» ومن بعده بل إن لقاء خاصاً جمع قيادة حزب التحرير في لبنان مع السيد حسن نصرالله بأيام معدودة قبل حرب تموز 2006. نعم لا يخلو الأمر من خلاف فكري وسياسي في تفاصيل معينة، ولكن هذا لا يعني بحال أن يصبح حزب التحرير أداة اصطفاف في الزواريب الطائفية الضيقة، وقد حدد الحزب رسالته ودعوته بأنها التصدي لإنهاء الاستعمار الغربي بكل ذيوله وآثاره ومن أهمها هذه التفرقة البغيضة بين أبناء الأمة الواحدة، ولعل في مؤتمر البريستول الأخير خير دليل على هذا، إذ شارك فيه ممثلو الحزب وضيوفه من شتى أطراف البلاد الإسلامية، بل وكان للمطران عطالله حنا من بيت المقدس مشاركة بارزة فيه عبر الفيديو. طبعاً حاول الكاتب، إثارة أجواء من الرعب «التكفيري» من خلال استحضار «فتاوى التكفير والقتل يميناً ويساراً» للسادة عمر بكري وأبو قتادة وأبو عمر المصري (ولعله يقصد أبو حمزة المصري وليس أبو عمر)، ليتّهم الحزب بأنه يمهد لفتنة طائفية لا تبقي ولا تذر من دون أن يبين ما علاقة حزب التحرير بالسادة أصحاب الفتاوى التكفيرية، ومتى أصدر الحزب فتوى بتكفير هذا أو ذاك من الناس، ومتى حرّض الحزب أنصاره على قتل هذا أو ذاك، ومتى كان للحزب ميليشيا تخطف الناس على الحواجز وتعتقلهم على الهوية أو تنسف جماجمهم وهم يتبضعون في الأسواق أو وهم نيامٌ في بيوتهم، فهل له أن يبين لنا السجل الدموي لحزب التحرير لنشاركه في إدانته. إن حزب التحرير الذي يهدف الى استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية، جدد لنفسه منذ اليوم الأول بأن عمله فكري سياسي بحت، وهو يهدف الى جمع شمل الأمة ووحدتها للتحرر من قبضة الاستعمار الغربي، وليس الى الاقتتال الداخلي والتفرقة الطائفية والمذهبية والعرقية. وسجله وتاريخه خير شاهد على هذا. وفي مؤتمره الأخير في البريستول عرض الحزب لرؤيته الإسلامية تجاه القضايا الساخنة التي تهم العالم الإسلامي، كما سبق له من قبل طرح مشروعه على الأمة في سلسلة من المؤتمرات والندوات والنشرات وكلها تهدف الى النصيحة الخالصة الصادقة ومعروضة على الجميع لمناقشتها ونقدها وقبولها أو رفضها. فمن قبلها فلله الحمد والمنة ومن رفضها فهذا شأنه، ولم يلجأ الحزب يوماً الى أساليب رخيصة من قبيل التهديد والوعيد أو إلى توزيع الرشاوى يمنة ويسرة لكسب تأييد هذا أو ذاك من البشر. * مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير - لبنان