تحمل اليابانية أياكا مياوتشي في رصيدها لقب بطلة العالم في رياضة «الملاكمة التايلاندية» (مواي تاي) لست مرات. وبدأت أياكا التدرب قبل حوالى عشر سنوات على هذه الرياضة التي تخوض غمارها متأثرة بالروح القتالية لمحاربي الساموراي اليابانيين. وتُلقب ابنة ال33 عاماً، البالغ طول قامتها 157 سنتيمتراً ووزنها 46 كيلوغراماً، ب«ليتل تايغر» (النمر الصغير) في مبارياتها التي تنتهي في كثير من الأحيان بتغلبها على منافسيها إثر مبارزات شرسة، لكنها تؤكد ان «البطل الحقيقي يظهر أيضاً بسلوكه خارج الحلبة». وشكلت مجموعة القوانين الأخلاقية لمحاربي الساموراي اليابانيين المعروفة باسم بوشيدو وترجمتها الحرفية «طريق المحارب»، مصدر إلهامها الروحي. وتقول أياكا خلال مقابلة في طوكيو «على رغم كوني امرأة، أريد التحلي بهذه الروح». وتضيف، مرتدية قميصاً أخضر عليه ست نجوم بعدد ألقابها العالمية، «شعاري هو التغلب على نفسي أولاً». وتتدرب في موضع خفي واقع في أقاصي شارع صغير في العاصمة اليابانية على بعد بضعة كيلومترات من المدرج الذي وضع فيه جيمس «باستر» دوغلاس، حداً لسلسلة متواصلة من الانتصارات لغريمه مايك تايسون في العام 1990. وفي مقابل الشعبية الكبيرة لملاكمة «مواي تاي» في تايلاند حيث تحظى أياكا مياوتشي بشهرة واسعة، لا تزال هذه الرياضة مغمورة في اليابان التي تضم ما لا يزيد على عشرة آلاف شخص يمارسون الملاكمة التايلاندية، بما يشمل المحترفين والهواة معاً. ومن الأسباب الرئيسة للنقص في الحماسة في اليابان لهذه الرياضة، ضعف الحوافز المادية التي من شأنها تشجيع بروز مواهب جديدة في الملاكمة التايلاندية، التي تُعتبر فناً قتالياً متكاملاً يتطلب إتقان مهارات كثيرة في تسديد اللكمات باستخدام القبضات والمرفقين والساقين والركبتين، وهو أمر دونه مخاطر في كثير من الأحيان. وعلى رغم المستوى المتقدم الذي بلغته في الرياضة، لا يتعدى دخل اياكي 300 ألف ين (حوالى 3000 دولاراً) عن كل مبارزة، وهو مبلغ وضيع بالمقارنة مع الثروات التي يجنيها أبطال الملاكمة. لذلك حددت هذه الشابة اليابانية «رسالة» لها تقضي ب«إدخال رياضة مواي تاي إلى اليابان على طريقتي»، إذ تقول «أريد لعدد أكبر من اليابانيين أن يتعرفوا» على هذه الرياضة. وخطت أياكا أولى خطواتها في مجال الفنون القتالية في سن الخامسة عندما تعلمت الكاراتيه. وبعد تجربة قصيرة عملت فيها مساعدة لطبيب أسنان، قررت هذه الشابة الانتقال إلى الملاكمة التايلاندية التي اكتسبت بفضلها شهرة سريعة نظراً إلى ركلاتها القوية. ومنذ بداياتها الاحترافية في العام 2007، حصدت أياكا 27 فوزاً، بينها تسعة بالضربة القاضية في مقابل 15 خسارة وأربعة تعادلات. ويقول دون (45 عاماً) وهو المشرف على تدريباتها أن «ضرباتها قوية جداً. هي تتمتع بكل الأسلحة وتوجه ضربات بقوة توازي تلك الموجودة لدى الرجال تقريباً». ويضيف «دربت مقاتلات كثيرات حتى اليوم، لكنني أستطيع القول إنها الأفضل بفارق كبير». أما البطلة اليابانية، فتتجنب المفاخرة بإنجازاتها، وتقول «الأمر بالنسبة لي كلعبة الأطفال التي أخسر فيها بمجرد أن يلمسني أحد. يجب إتقان فن المراوغة. وبناء على ذلك، ما من شيء يخيفني».