تشهد مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شرق بغداد تصاعداً في الهجمات المسلحة منذ مطلع السنة الجارية، على رغم الإجراءات الأمنية المشددة، وسط توقعات بأن تشهد المدينة التي تضم خليطاً عرقياً وطائفياً هجمات دامية مع حلول شهر رمضان. وحذر مسؤولون في مكتب مكافحة الإرهاب من «استغلال المجموعات المتطرفة شهر رمضان لتنفيذ هجمات انتحارية بواسطة نساء» إثر اعتقال شقيقتين كانتا تجندان نساء لمصلحة «القاعدة» بعد أن «لجأتا إلى المدينة في مهمة خاصة». وأوضح مسؤول في مكتب مكافحة الإرهاب ل «الحياة» طلب عدم ذكر اسمه أن «المعتقلتين ربما تكونان على علاقة بتنظيم النساء المؤمنات الذي أعلن تنظيم القاعدة في المدينة تشكيله للقيام بمهام سرية». وأشار إلى أن «طبيعة الهجمات التي تشهدها ديالى تتفق ومخاوف الأهالي والقيادات الأمنية من اتساع نطاق الأهداف ليشمل المفارز الأمنية ونقاط التفتيش إضافة إلى التجمعات الشعبية المقرر عقدها خلال أيام رمضان». وتخيم على المدينة التي تعتبر ملاذاً آمنا لتنظيم «القاعدة» والتنظيمات المسلحة الأخرى منذ العام 2005 إجراءات أمنية مشددة للحيلولة دون تنفيذ هجمات قد تستهدف مواطنين قرب المواقع الدينية. وأكد الناطق باسم قيادة شرطة ديالى الرائد غالب عطية الكرخي ل «الحياة» وضع «خطة أمنية محكمة مع حلول شهر رمضان بعد ورود معلومات استخباراتية عن خطط لاستهداف رجال دين ومساجد وحسينيات». وكانت التنظيمات المتشددة، وأبرزها «دولة العراق الاسلامية»، شنت عدداً من الهجمات الانتحارية ضد مساجد وحسينيات يرتادها الشيعة، فيما أسفرت هجمات أخرى عن قتل عدد من خطباء المساجد السنّة بعد افتائهم بحرمة الانتماء إلى «القاعدة» وتكفير نهجه. وتشير إحصاءات أمنية إلى زيادة ضحايا الهجمات بنسبة 50 في المئة مقابل 20 في المئة نهاية السنة الماضية، إذ طاول معظم هذه الهجمات قيادات في «الصحوة» وعناصر الشرطة. ولا تزال ديالى سبباً رئيساً في التردي الأمني الذي يضرب عدداً من المدن الأخرى بسبب ايوائها قيادات التنظيمات المتشددة. ويتخذ تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذي تأسس العام 2006 منها مركزاً لعملياته.