إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - اعلن الناطق باسم الاممالمتحدة للشؤون الانسانية موريسيو جوليانو أمس، ان الازمة التي نجمت عن كارثة الفيضانات في باكستان «اسوأ من امواج المد تسونامي الذي اجتاح آسيا عام 2004 ومن الزلزال الذي ضرب باكستان عام 2005 ثم هايتي العام الماضي، بعد تضرر حوالى 13,8 مليون شخص فيها». وقال: «الازمة اكبر حجماً، ثلاثة ملايين شخص تضرروا بزلزال باكستان عام 2005 وكذلك بزلزال هايتي، وخمسة ملايين شخص ب «التسونامي». وفي ظل الغضب الشعبي من الجهود التي تبذلها الحكومة في مواجهة السيول الاسوأ في تاريخ باكستان والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 1600 شخص، سارع الإسلاميون في باكستان بالتدخل لتقديم مساعدات من اجل كسب قلوب المنكوبين وعقولهم، وذلك على رغم مواردهم غير الضخمة. ونصب هؤلاء خيماً، ووضعوا لافتات تدعو الى التبرع وطاولات مملوءة بزجاجات العقاقير الأساسية. كما احضروا جرافات وحافلات صغيرة لإجلاء الناس الذين انقذوا كثيرين منهم عبر العمل ليلاً ونهاراً، ووفروا الطعام والمياه». ونشطت «جماعة الدعوة» المنبثقة عن جماعة «عسكر طيبة» المسلحة المحظورة التي تقاتل منذ سنوات القوات الهندية في اقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند، وتتهمها نيودلهي بتنفيذ هجمات بومباي نهاية عام 2008، فيما تدرجها الأممالمتحدة على لائحتها للجماعات الإرهابية. وأشار محمد علي خان، احد سكان قرية عيسى خيل المنكوبة: «الانطباع جيد عن الإسلاميين الذين يؤدون دورهم في مساعدة الناس». ويمكن ان يضعف التأييد الذي كسبه الاسلاميون من ثقة السكان في الحكومة التي يشكون فيها فعلياً بسبب تحالفها مع الولاياتالمتحدة في حربها العالمية ضد الارهاب. ويشكك باكستانيون كثيرون في الولاياتالمتحدة بسبب حربيها في العراق وأفغانستان اللذين يعتبرانها اعتداء على الإسلام. وليست الازمة الحالية المناسبة الأولى التي يبادر فيها الإسلاميون بتقديم مساعدة فاعلة في مواجهة كوارث طبيعية في باكستان. وهم اكتسبوا سمعة كجماعة اغاثة عام 2005، حين ضرب زلزال شمال البلاد وقتل 73 الف شخص، كما ساعدوا نازحين من معارك ضد المتشددين. لكن «جماعة الدعوة» ترفض اي تلميح بأنها تحاول كسب السكان لتأييد التشدد. وقال يحيى مجاهد الناطق باسم الجماعة والذي أحجم عن التعقيب على صلات الجماعة ب «عسكر طيبة»: «ليس لدينا اي جدول أعمال سياسي، وسنخوض الانتخابات اذا اردنا دخول الحياة السياسية». وتابع: «نشاطنا انساني بحت، وساعدنا الجميع بغض النظر عن الديانة». وأشار مسؤول آخر في الجماعة الى ان الحملة التي شنتها الحكومة على أموال الجماعة تسببت في مشاكل، لكن مجاهد أشار الى أن العداء لجماعته يعزز موقفها في عيون كثيرين، والدعاية ضدنا تخدم مصالحنا». والحقيقة أن القرويين في المناطق التي تغمرها السيول على امتداد نهر ايندوس يشعرون بالامتنان لأي مساعدة يحصلون عليها مهما كانت. وقال الشرطي المتقاعد غل محمد خان عن عمال الإغاثة الإسلاميين: «بالنسبة الينا انهم ملائكة. لا يهمنا من يكونون او ما هو جدول أعمالهم. كنا في أزمة، وكانوا أول من هب لمساعدتنا». سيول الهند في غضون ذلك، نقلت مروحيات عسكرية حوالى 150 سائحاً أجنبياً من منطقة لاداخ في جبال الهيمالايا، حيث قتلت السيول 156 شخصاً، وأدت الى فقدان حوالى 300 شخص. كما دمرت منازل واقتلعت أبراج هواتف وكومت حطاماً وأوحالاً بارتفاع أربعة أمتار على الطرق. وقالت باريا جوشي الناطقة باسم القوات الجوية: «نقلنا جواً 150 سائحاً أجنبياً كانوا في وادي زانسكار قرب ليه حيث تقطعت بهم السبل لمدة ثلاثة أيام»، علماً ان آلاف السياح يسافرون إلى لاداخ سنوياً لزيارة معابد بوذية قديمة، وممارسة رياضات تتسم بالمغامرة. وقال ضباط في الجيش إن «25 ألف شخص على الأقل تضرروا من السيول وأن حوالى سبعة آلاف جندي نشروا لإصلاح الطرق والجسور». ويخشى أن تكون المياه قد جرفت 33 جندياً في السيول التي اجتاحت منطقة لاداخ الجمعة الماضي. وأعلن العميد سانغاي تشاولا ان اصلاح شبكة المواصلات سيحتاج الى جهد كبير ووقت طويل، علماً ان مسؤولي الصحة يكافحون لعلاج الجرحى في المستشفى المدني الذي تضرر في شكل كبير أيضاً بسبب السيول.