أبدى نزلاء سعوديون في سجن «بريمان» الشهير بمحافظة جدة، تذمرهم من رفع أسعار المواد الغذائية التي يستهلكونها إلى أرقام فلكية، ما ضاعف من معاناتهم وراء القضبان. وفي الوقت الذي أبلغ بعض السجناء «الحياة» في اتصال هاتفي أن شكواهم إلى «السجّانين» من هذا الغلاء قوبلت بالمزيد من الخدمات المتردية والإهانات اللفظية والضرب أحياناً، نفت الإدارة العامة للسجون السعودية تلقيها شكاوى من مساجين تم ضربهم من غير وجه حق، مؤكدة أن غالبية تلك الشكاوى «كيدية»، مرحبة في الوقت ذاته بشكوى من يتعرض لذلك، فيما أكدت حقوق الإنسان أنه لا يحق ضرب السجناء في أي حال من الأحوال، مشيرة إلى أنها تتدخل في حال التحقق من حدوث ذلك «بالرفع العاجل إلى وزير الداخلية، ليأخذ حق المعنف المقهور، إذ إن مبدأ السعودية لا يرضى بالعنف». وقال أحد السجناء السعوديين (س ش) ل«الحياة»: «الوجبات التي تقدم إلينا رديئة جداً، وإذا طلبنا وجبة خارجية تصلنا بضعف سعرها وهي باردة، ونحن لا نعارض رئيس العنبر بشخصه، ولكن نتمنى الإنصاف فقط». وقال زميله (ح ه) ل«الحياة»: «كل شيء يضاعف لنا سعره، حتى البطانية تأتينا بأضعاف سعرها، ولا يسمح لنا بأخذ أي شيء من أسرنا»، فيما أشار (م ز) إلى «أن دورات المياه رديئة وغير نظيفة، ويسكن معنا مريض بالدرن، وإذا مرض أحدنا لا يأخذونه إلى مستوصف حتى يبلغ المرض أقصاه، وقد رأينا بأعيننا حالات وفاة أشعرتنا بالخوف وعدم الأمان»، مؤكداً في الوقت ذاته «أنه حين تأتي لجان حقوق الإنسان إلى زيارتنا يتغير الوضع تماماً». الحارثي: لم يحدث شيء من جهته، قال المدير العام للسجون في السعودية اللواء علي الحارثي ل«الحياة»: «إنه لا يقبل الحديث عن أمور لم تحدث، وإذا حدث مثل ذلك فنحن نرحب بالشاكي ومعه اسم من اعتدى عليه، وأن حقوق الإنسان تزورنا باستمرار وتقول «سمعنا وقيل لنا» ولكن لم تجد مثل هذه الأمور قط، وهي شكاوى «كيدية»، وعلى من يشكو التوجه إلينا وإخبارنا باسم من ضربه». فيما شددت نائبة رئيس جمعية حقوق الإنسان الجوهرة العنقري ل«الحياة» على أن «أجراءاتنا هي التحقيق والمتابعة، وإذا وجدنا تقصيراً نرفع للجهة الأعلى سواء الوزارة أو الديوان الملكي، إلى أن نتحقق من تطبيق العدالة». وأضافت: «لا يحق ضرب السجناء في أي حال من الأحوال، وإذا تأكدنا من ذلك يتم رفع الأمر إلى وزير الداخلية عاجلاً، ليأخذ حق المعنف المقهور لأن مبدأ السعودية لا يرضى بالعنف».