افتتح العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) بحض اسرائيل على التزام السلام واغتنام الفرصة التي تتيحها المبادرة العربية للسلام. جاء ذلك في وقت أحيا فيه الفلسطينيون الذكرى ال61 للنكبة التي تحل هذه السنة فيما لا تزال الساحة الفلسطينية منقسمة، وتتواصل الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية، اذ تستضيف القاهرة اليوم وفدين من حركتي «فتح» و»حماس» لهذه الغاية. في هذه الاثناء، اكد مسؤول اميركي ل «الحياة» ان موضوع الاستيطان سيكون على طاولة البحث خلال لقاءات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو مع كل من الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وباقي أركان الادارة، علماً ان مواقف الجانبين متناقضة ازاء هذا الملف، اذ تعتبر الادارة الأميركية أن توسيع المستوطنات اشكالية أساسية في عملية السلام. وفيما يحاول الجانب الاسرائيلي تسليط الضوء على الملف النووي الايراني على انه الموضوع الأهم لزيارة نتانياهو، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ل «الحياة» ان «موضوع المستوطنات سيكون على طاولة البحث في اجتماعات الادارة مع نتانياهو». ويتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يصل الى واشنطن غدا، أوباما وكلينتون الاثنين. وأكد المسؤول أن الاجتماعات ستتطرق أيضا الى «العلاقة الثنائية والمصلحة المشتركة في السلام الشامل واستقرار المنطقة ومسائل أخرى ذات قلق مشترك». وأضاف «ان المحادثات هي جزء من جهودنا المستمرة لتحقيق سلام عادل ونهائي وشامل في الشرق الأوسط». ويندرج موضوع الاستيطان ضمن قائمة الخلافات بين واشنطن والحكومة الاسرائيلية، مع اصرار الجانب الأميركي على أن توسيع المستوطنات «لا يساعد» جهود السلام، ورفض تل أبيب تجميده. وبحسب تقارير اعلامية، اكد مستشارون للرئيس أوباما بينهم مدير فريقه رام ايمانويل ومستشاره ديفيد أكسلورد، في جلسات مغلقة مع مجموعات يهودية أن واشنطن تريد وقف الاستيطان في الضفة الغربية وتراه عقبة أساسية أمام السلام، بالتوازي مع ما ذكره المبعوث جورج ميتشل في تقريره عام 2001 ودعوته الحكومة الاسرائيلية برئاسة أرييل شارون يومها الى تجميد المستوطنات. من جهة اخرى، كانت عملية السلام في صلب كلمة العاهل الاردني امام منتدى دافوس الذي عقد على شاطئ البحر الميت امس، اذ قال: «التزمنا السلام، وعلى اسرائيل التزامه بدورها». وبعدما دعا الى وضع «خطة واضحة لمفاوضات شاملة والتزام العمل للتوصل الى حل نهائي»، دعا اسرائيل الى اغتنام فرصة المبادرة العربية للسلام التي قال انها ستتيح لاسرائيل «مكانا في الجوار ... والقبول من 57 دولة لا تعترف بها حتى الان وتشكل ثلث اعضاء الاممالمتحدة»، كما تتيح لها فرصة تاريخية لمستقبل افضل يقوم على اساس انهاء الصراع وفق حل الدولتين، مقابل ضمانات امنية وعلاقات طبيعية. وفيما تتواصل الجهود لاقناع اسرائيل بقبول عملية السلام وفق المرجعيات المعلنة، تبدأ اليوم في القاهرة الجولة الخامسة من الحوار الوطني الفلسطيني لرأب الصدع بين «فتح» و»حماس». وقال مصادر في الحركتين ان الحوار سيبحث في قضيتي الحكومة واللجنة الفصائلية التي ستشكل لمساعدتها في مهامها، وسبل معالجة الملف الامني خلال المرحلة الانتقالية.