طغى حضور الدكتور عبدالله الغذامي لخميسية الجاسر الخميس الماضي على موضوعها، الذي قدمه الأديب عبدالفتاح أبو مدين وعنوانه «نظرات نقدية في أحمد أمين». واستهل الغذامي المداخلات التي أعقبت محاضرة أبو مدين، مطالباً بأن يعاقب ليتم تطهيره من ذنب عدم المداومة على حضور الخميسية التي وصفها بالقيّمة. وفيما أشاد أبو مدين بالغذامي «كأحد روافد النادي الأدبي في جدة إبان إقامته في جدة»، علّق على تكفيره عن ذنبه ضاحكاً، مستشهداً بعنوان كتابه الشهير «الخطيئة والتكفير». ولم يفت الغذامي أن يخص بدوره أبو مدين بالعرفان والوفاء، مشيراً إلى علاقته به، بدءاً من تعرفه عليه مصادفة، من خلال مجلة «الرائد» يوم كان طالباً في المعهد العلمي في عنيزة، مروراً بصحبتهما معاً في نادي جدة الأدبي مدة 11 عاماً. وكشف الغذامي أنه هو الذي اقترح على أبو مدين عنوان «حكاية الفتى مفتاح»، الذي كتب فيه أبو مدين سيرته. وقال الغذامي ان أبو مدين هو الوحيد الذي قبلت به رئيساً علي، مشيراً إلى جهوده إبان إدارته للنادي، وشجاعته خلال ما سماه ب«أزمة الحداثة». وفي محاضرته قدّم أبو مدين، شذرات من بعض مقالات أحمد أمين النقدية، لافتاً إلى أن «روح أمين النقدية واحدة، كما أن أسلوبه الفني في نقده يتجاوز اللفظة لكل حرف منها»، متوقفاً عند نقده لزكي مبارك وردودهما، مروراً بالنقد الأخلاقي الذي قدمه لقصتين رومانسيتين غربيتين كان الزيات ترجمهما، إضافة إلى نقده لهيكل والعقاد وأسلوبهما الصحافي. وعرج أبو مدين على بعض كتب أصول الأدب والنقد الأدبي، فيما ختم ورقته بما اعتبره الأهم، وهو خلاف أحمد أمين النقدي مع طه حسين.