مونتيفيدو - أ ف ب - غزت اللوحات والتركيبات الفنية والعروض زنزانات أقدم سجن في الأوروغواي تحول متحفاً للفن المعاصر بعدما كان مركز اعتقال طوال أكثر من مئة سنة. الجدران البيض ورائحة الطلاء الحديث تتناقض مع الجسور الصدئة والجدران القديمة التي احتفظ بها في الجزء العلوي لأحد أجنحة سجن ميغويليتي القديم الذي بني نهاية القرن التاسع عشر وبات الآن «فسحة الفن المعاصر». في آخر المتحف نافذة كبيرة تعطي فكرة عن تداعي المبنى الذي تزيد مساحته عن عشرة آلاف متر مربع. وحافظ المتحف على البنية الاساسية للسجن وفتح أبوابه أمام معرض بعنوان «جنح الفن» سعى من خلاله فنانون من الأوروغواي الى «إعطاء معنى جديد لسجن من خلال تدخلات فنية حرة». وحصل كل فنان على زنزانة مساحتها ثمانية أمتار مربعة تقريباً مع نافذة صغيرة مسيجة بقضبان حديد. مارتن اينتاموسو غطى سقف الزنزانة وأرضها وجدرانها بقصاصات مقالات صحافية وملاحظات تذكر بالعبارات التي يدونها السجناء على جدران زنزاناتهم. بينما وضع اليخاندرو كروث في زنزانة معتمة سرير طفل صغيراً أسود اللون تراقبه كاميرا ترمز الى المراقبة الاجتماعية. ويعتبر فرناندو سيكو مدير «فسحة الفن المعاصر» ان التأمل الفني حول الاعتقال والحرية «أمر لا مفر منه» في مكان له دلالاته كهذا. ويضيف: «موضوع السجن حاضر جداً راهناً في الأوروغواي الدولة الصغيرة الواقعة بين الارجنتين والبرازيل»، في اشارة الى النقاش الوطني حول ظروف السجون، لا سيما بعد حريق اودى بحياة 12 سجيناً. ويوضح أن ثمة معنى كبيراً وراء تحويل هذا المكان فسحة للإبداع والحرية حتى يتمكن الناس من امتلاك الامكنة التي لديها قيمة تراثية كبيرة، اذ ليس في العالم الكثير من هذه السجون. وبقي سجن ميغويليتي الواقع في وسط مونتيفيديو يستقبل السجناء حتى عام 1990.