أجبرت فقرة من فعاليات مهرجان «صيف عرعر 37» آباء للرجوع إلى مرحلة الرضاع، مما جعلهم مادة للسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تناقل مغردون صوراً ومشاهد لأربعة رجال يتناولون حليباً من طريق رضاعة أطفال، مصحوبين بأغنية شهيرة للأطفال، وأجبروا على الاستلقاء على الأرض وتحريك أرجلهم بطريقة غريبة، واشتد التنافس بين المتسابقين لتحسم النتيجة بفوز أحدهم بلقب أسرع راضع. لم تكن هذه الفقرة بجديدة على المهرجانات السياحية، بل باتت سمة ملتصقة بالترفيه، حتى أن مهرجاناً في الأحساء أجبر الأبناء على إرضاع آبائهم، وسط ضحك عارم وأجواء تختلط فيها المشاعر بين القبول والرفض والضحك والاستهجان، في مجتمع يرفض التقليل من مكانة الرجل بصورة خاصة، ناهيك عن تحويله لطفل صغير يتناول الرضاعة. وتساءل مغردون حول السماح لمثل هذه الفقرات بالوجود في مهرجانات رسمية تقيمها جهات حكومية وخاصة، حتى إن مغردون أطلقوا سيلاً من النكات على هذه الفقرات ومثيلاتها، ومنها أن «مدن ديزني تستعد للإغلاق بعد رؤيتها لمثل هذه الفقرات»، وذهب مغرد إلى أن «من خرجوا للسياحة الخارجية في أوروبا وغيرها فاتهم الكثير، ومنها هذه الفقرات الفريدة من نوعها». وتتسم المهرجانات في معظم مدن المملكة بصور نمطية مكررة، ويندر التجديد والإبداع فيها، وبعيداً عن الرقابة المشددة على الفقرات تخرج من وقت لآخر فقرات يستهجنها المجتمع ويصفها بالإسفاف، مثلما حدث في أحد المهرجانات التي تحول إلى ساحة للرقص المختلط، وأصوات الصخب تملأ ساحه المكان. واستحضرت هذه الفقرات حادثة انسحاب أمير المنطقة الشرقية السابق محمد بن فهد، وهو يرعى افتتاح دورة تنظمها الغرفة التجارية، حين ترك الحفلة غاضباً ومصرحاً بأنه «يعتذر من المشاهدين على هذه الفقرة، التي لم أعلم بها وإلا لمنعتها من العرض». حملت الفقرة التي أغضبت الأمير لوحة راقصة لفنانين أجانب بملابس لاصقة، لا تتناسب مع عادات المجتمع، ليسجل موقفاً رافضاً لاقى ترحيباً حاراً من المواطنين، ولفت إلى وجوب أن تكون فقرات أي مهرجان وفق العادات والتقاليد والقيم المحلية، وألا تخدش الحياء والذوق العام. ويرى المواطن هاشم سعيد العبود أن «مثل هذه الفعاليات تظهر أن الرقابة عليها من الجهات المعنية ليست نوعية، وأنا لا أستغرب وجودها ووجود مثيلاتها، بقدر تعجبي من الرجال المشاركين فيها، كيف يسمحون لأنفسهم أن يكونوا مادة للسخرية وأن ينزلوا من قدرهم الاجتماعي وكأنه أمر عادي جداً، إنه فعلاً أمر غريب في مجتمع يربي الطفل على أن يكون رجلاً، ويحيطه بكم هائل من المحاذير، وكل ما في لسانه انتبه عيب، تأتي هذه المهرجانات لتهدم هذه الصورة، وهو أمر يدعو للاستغراب فعلاً».