سانت بطرسبورغ - أ ف ب - أزياء المسرح الرائعة الحريرية والمخملية المذهبة والمطرزة التي ارتداها الراقص الراحل رودولف نورييف معروضة للمرة الاولى في سانت بطرسبورغ المدينة التي غادرها عام 1961 منتقلاً الى الغرب. تقول ألفيرا فلاديميروفا متنهدة «الجميع كان يعشق رودي فهو كان فريداً من نوعه» وتمر هذه المرأة السبعينية حالمة امام واجهات تضم حوالى خمسين من هذه الازياء في وسط عاصمة القياصرة سابقاً في إطار سنة فرنسا في روسيا. تقول هذه السيدة وهي من سكان سانت بطرسبورغ اتت لزيارة المعرض المخصص للراقص الكبير الذي توفي عام 1993 في باريس «لا زلت أذكره، كنت أسكن حينه قرب مسرح كيروف (اسم مسرح ماريينسكي في الحقبة السوفياتية) وكنت أحضر كل عروضه». المعرض الذي نظم بالتعاون مع المعهد الفرنسي في سانت بطرسبورغ ووكالة «فرانس كولتور» يتضمن ازياء مأخوذة من مجموعات المركز الوطني لأزياء المسرح وأوبرا باريس الوطني وأوبرا روما، ويضم كذلك صوراً ورسائل ووثائق أرشيف تعود الى الفترة التي كان نورييف لا يزال يقيم فيها في لينينغراد اسم سانت بطرسبرغ في الحقبة السوفياتية. وتطالع الزائر تلة من الخفاف القديمة المستخدمة امام صورة كبيرة بالأسود والأبيض للراقص ترمز على ما يفيد المنظمون الى «مهمة نورييف المنجزة». وتشير نتاليا ميتيليتسا مديرة متحف فنون المسرح واحدى منظمات المعرض الى أن رودولف نورييف كان له موقف جدي جداً من ازياء المسرح، فهو رجل شرقي (نورييف كان ينتمي الى عائلة من التتر المسلمين) ويفضل تالياً القماش الفخم والغني. ذروة المعرض هي المنشأة المخصصة لعرض «لا بايادير» وهو الباليه الذي خطف من خلاله نورييف ألباب الفرنسيين في باريس عام 1961 وكان يعيد تصميمه بالكامل قبيل وفاته. وفي قاعة صغيرة معتمة ترقص راقصات على شاشة كبيرة في حين تتدلى ملابس المسرح من السقف. وتزين ارض القاعة صورة لقدم نورييف العارية تحمل اثار الخف الذي كان يضعه. وتوضح ناتاليا ميتيليستا «في الغرب كان اسم نورييف على كل لسان اما هنا فلم يكن احد يذكر اسمه، لقد شاهده الروس للمرة الاخيرة في عام 1961». وخطا نورييف واصله من جمهورية بشكيريا في وسط روسيا خطواته الاولى راقصاً محترفاً في مدرسة فاغانوفا ومن ثم في مسرح كيروف في سانت بطرسبورغ. في عام 1961 «اختار الحرية» وفق العبارة التي استخدمتها وسائل الإعلام الغربية في تلك الفترة، طالباً اللجوء في مطار لو بورجيه الفرنسي عندما كان يهم بالصعود الى طائرة تعيده الى الاتحاد السوفياتي. وفي عام 1962 حكم عليه غيابياً بالسجن سبع سنوات بعد إدانته بتهمة الخيانة. وفي عام 1983 عين مديراً للرقص في اوبرا باريس حيث بقي مصمم الرقص الرئيس حتى عام 1989. واشتهر نورييف في العالم لتجسيده الرائع لأعمال رولان بوتيه وموريس بيجار وجورج بالانشين خصوصاً لاقتباسه عروض باليه ماريوس بيتيبا.