تشهد ادارة الرئيس باراك أوباما تغييرات في مناصب عدة داخل البيت الأبيض وفي مراكز استخباراتية وقضائية محورية، تعكس مرونة سياسية في التعاطي مع الأزمات المختلفة. وجاء الاعلان عن خروج رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين كريستينا رومر أمس وبعد أيام من استقالة رئيس قسم الموازنة في البيت الأبيض بن أورزاغ، ليعكس مدى قلق الادارة من الوضع الاقتصادي وتأثيره على شعبية الديموقراطيين، على رغم تحقيق أوباما انجازاً نوعياً بنيل موافقة الكونغرس على تعيين القاضية الليبرالية الميول آلينا كاغن في المحكمة العليا وجايمس كلابر رئيساً للاستخبارات. وأعلن البيت الأبيض أن رومر، وهي من أبرز المفكرين الاقتصاديين في الولاياتالمتحدة، ستغادر منصبها في 3 أيلول (سبتمبر) المقبل لأسباب "عائلية" وأنها كانت قد أبلغت أوباما لدى تعيينها بعدم تمكنها من البقاء طوال الولاية الأولى. وأكد مسؤولون في البيت الأبيض لصحيفة "نيويورك تايمز" أن رومر تتطلع الى تولي رئاسة المصرف الفيديرالي الاقليمي في سان فرانسيسكو الشاغر اليوم. الا أن الأجواء الاقتصادية المحيطة بالاستقالة والتسريبات حول سوء علاقة رومر وأورزاغ الذي استقال الأسبوع الفائت، برئيس المجلس الاقتصادي في البيت الأبيض لاري سامرز سرعت في خروجهما. أما من الناحية الاقتصادية، فتشكل أرقام البطالة التي بلغت 9.5 في المئة السبب الأبرز للتغييرات، وخصوصا ان رومر كانت توقعت انخفاضها الى 8 في المئة في هذه المرحلة، وكانت من أبرز المؤيدين لخطة ضخ 787 بليون دولار في الاقتصاد العام الفائت لخفضها. وفيما ينتظر انتقال جاك لو من مصبه كمشرف على الموازنة في الخارجية الأميركية لتولي منصب أورزاغ، ذكرت تقارير اعلامية أن مستشار أوباما الاقتصادي أستن غلوسبي سيتولى مهمات رومر. ويحتل الشأن الاقتصادي الأولوية لدى الناخب، وهو وراء تراجع شعبية أوباما اليوم (45 في المئة) ويهدد بخسارة الديموقراطيين الكونغرس في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) النصفية. في المقابل نجح أوباما في ايصال وجوه بارزة الى المحكمة العليا والاستخبارات، بعد موافقة الكونغرس ليل الخميس على تعيين القاضية آلينا كاغان في المحكمة العليا، وهي السلطة القضائية الأعلى في البلاد. وستساعد كاغان الليبرالية الميول في اعطاء أوباما بعض النقاط داخل قاعدته الحزبية، وفرض توازن أكبر في المحكمة التي تسودها غالبية يمينية حاليا. كذلك وافق الكونغرس على تعيين جايمس كليبر خلفا لدنيس بلير في رئاسة الاستخبارات الوطنية والجنرال جايمس ماتيس على رأس القيادة الوسطى خلفا للجنرال ديفيد باتريوس الذي تولى الاشراف على حرب أفغانستان. وخلافاً لادارة سلفه جورج بوش التي كانت تتردد في احداث تغييرات في الفريق واستبدال وجوه في مناصب رئيسية، تظهر ادارة أوباما سرعة ومرونة اكبر في اقرار هكذا خطوات.