إسلام آباد، نيودلهي، جنيف - أ ف ب، رويترز – توسعت مساحة الفيضانات من شمال غربي باكستان الى القلب الزراعي للبلاد في الجنوب، حيث أعلنت سلطات إقليم السند، الأكثر اكتظاظاً بالسكان، أن أمطاراً غزيرة ستهطل خلال اليومين المقبلين في منطقة كاتشا الزراعية الخصبة على طول نهر الاندس. وتخطت الفيضانات الحدود الى الهند حيث حصدت عشرات الضحايا. وأدت الفيضانات، الناتجة من الأمطار الموسمية الغزيرة والتي تضرب شمال غربي باكستان منذ أسبوع، الى مقتل 1600 شخص وتدمير قرى بكاملها ما أغضب السكان تجاه السلطات التي اتهموها بالعجز في مواجهة الكارثة الأسوأ في تاريخ البلاد. وباشرت السلطات أول من أمس، عمليات إجلاء ضخمة لحوالى نصف مليون شخص في المناطق ال 11 الأكثر تضرراً. وفرّ آلاف من قراهم التي غمرتها المياه في إقليم البنجاب (وسط)، وسلكوا طريقهم حفاة وسط المياه وتحت الأمطار الغزيرة يجرون خلفهم حاجاتهم التي حملوها على حمير أو سيارات لمن تيسر له ذلك. وأبدت سلطات البنجاب خشيتها من انهيار سدود في مدينة كوت ادو التي تحولت الى بحيرة هائلة بسبب الأمطار الغزيرة. وقال منصور سروار قائد الشرطة في منطقة مظفر قار: «كل البلدات مهددة والبنى التحتية فيها»، علماً أن السلطات عمدت في إجراء وقائي الى وقف العمل في بعض محطات الكهرباء. وحددت الأممالمتحدة عدد المتضررين جراء فيضانات باكستان ب 12 ملايين شخص، مشيرة الى أن «احتياجاتهم هائلة، خصوصاً أن لا مؤشر على أن الأمطار ستتوقف». ووعدت الولاياتالمتحدة بتقديم 35 مليون دولار لمساعدة ضحايا الفيضانات، مشيرة الى مشاركة ست مروحيات عسكرية أميركية في مهمات إغاثة في الشمال. وأيضاً، تحركت منظمات خيرية إسلامية، يشتبه في علاقة بعضها بجماعات مسلحة متطرفة للمساعدة في المناطق المنكوبة، في حين واصل السكان المنكوبون انتقاد عجز السلطات العاجزة عن إغاثتهم، خصوصاً في منطقة القبائل (شمال غرب) العالقة بين سندان تمرد حركة «طالبان» وهجمات الجيش إضافة الى الأزمة الاقتصادية الخانقة، مشددين الضغوط على حكومة الرئيس آصف علي زرداري الذي يزور بريطانيا حالياً. ووصولاً الى الهند المجاورة، أدت الأمطار الغزيرة الى مقتل 88 شخصاً على الأقل وجرح مئات في ليه، كبرى مدن منطقة لداخ (شمال) الواقعة في جبال الهيمالايا. كما لا يزال عشرات في عداد المفقودين. ووصف وزير السياحة الهندي نوانغ ريغزين جورا الخسائر بأن «لا مثيل لها»، علماً أن لداخ منطقة جبلية تقطنها غالبية من الهندوس وتقع في جنوب شرقي إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان والتي تسكنها غالبية من المسلمين. وتجتذب المنطقة سياحاً كثيرين من هواة رحلات السير على الأقدام في الجبال. وأكدت الشرطة أن الفيضانات عطلت المطار وقطعت طرق المواصلات، خصوصاً الطريق الأساسية المؤدية الى العاصمة الصيفية لكشمير الهندية سريناغار، والى مدينة منالي التي يتردد عليها السياح. وفيما يعمل حوالى 6 آلاف من القوات الهندية في عمليات الإنقاذ التي تستخدم فيها مروحيات، أبدى رئيس الوزراء منموهان سينغ حزنه الكبير لفقدان أرواح وتضرر ممتلكات في السيول. وأعلن تخصيص مبلغ مالي لذوي الضحايا، هو 2167 دولاراً لعائلة القتلى و1083 دولاراً لعائلة الجرحى الذين تعتبر إصاباتهم خطرة. وفي الصين، قتل 32 عاملاً في حادثين وقعا في منجمي فحم بولايتي هينان (وسط) وغيزهو (جنوب غرب)، علماً أن مناجم الصين تعتبر من الأخطر في العالم بسبب الإهمال في إجراءات السلامة والفساد، الى جانب تزايد الطلب على الإنتاج. وقضى 2631 شخصاً في هذه المناجم العام الماضي.