القدس المحتلة، أنقرة - أ ف ب - أعلنت إسرائيل أنها ستعيد الى تركيا ثلاث سفن صادرتها القيادة البحرية خلال هجومها الدامي في 31 أيار (مايو) الماضي على «أسطول الحرية» الذي كان يحمل مساعدات إنسانية الى قطاع غزة، فيما سجلت حركة السياحة الإسرائيلية الى تركيا هبوطاً حاداً في حزيران (يونيو) الماضي مقارنة بالعام السابق بسبب الهجوم الإسرائيلي على السفن التركية. وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان أن «الوزارة ستسلم اليوم (الخميس) الى ممثلين أتراك السفن التركية التي حاولت انتهاك الحظر البحري المفروض على نظام حماس في قطاع غزة والتي ترسو اليوم في إسرائيل». وتابع البيان أن مبادرة إعادة السفن، بينها «مافي مرمرة» التي شهدت أعنف المواجهات خلال الهجوم أتت بعد قرار من القيادة السياسية. وأضاف إن «ثلاث سفن تركية قاطرة ستصل الى إسرائيل الخميس. وسيتسلم طواقمها ثلاث سفن راسية في إسرائيل مع التجهيزات التي كانت على متنها». و«مافي مرمرة» راسية حالياً في ميناء حيفا، بينما ترسو السفينتان الأخريان في مرفأ اشدود في الجنوب. وكانت السفن الثلاث في أسطول من ست سفن حاول في 31 أيار اختراق الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وشنت وحدة عسكرية تابعة للبحرية الإسرائيلية هجوماً على الأسطول تحول الى مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل تسعة ناشطين أتراك وأدى الى أزمة ديبلوماسية مع أنقرة. وقالت القوات الإسرائيلية المشاركة في الهجوم انها لجأت الى العنف عندما تعرضت لهجوم خلال قيامها بعملية انزال من على مروحية على متن «مافي مرمرة» التي كانت تنقل أكثر من 600 راكب. إلا أن الناشطين على متن السفينة قالوا إن قوات البحرية الإسرائيلية أطلقت النار بمجرد صعودها الى متن السفينة التي كانت في المياه الدولية لحظة وقوع الهجوم. في غضون ذلك، سجلت حركة السياحة الإسرائيلية الى تركيا هبوطاً حاداً بلغت نسبته 90 في المئة في حزيران (يونيو) الماضي مقارنة بالعام السابق، وذلك بسبب الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية». وهبط عدد السياح الإسرائيليين في تركيا من 27289 في حزيران 2009 الى 2605 في الشهر نفسه من العام الحالي، مسجلاً انخفاضا بنسبة 90,45 في المئة وفقاً للإحصاءات التي نشرتها الخميس وزارة السياحة التركية. وخلال الأشهر الستة الأولى من العام كانت نسبة الانخفاض 17,9 في المئة مع هبوط عدد السياح من 91450 الى 75001. وكان المكتب الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب دعا السياح الإسرائيليين الى عدم التوجه الى تركيا حرصاً على سلامتهم بعد الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية» ورفع التحذير في 21 تموز (يوليو). وأثار هذا الهجوم أزمة بين البلدين مع استدعاء أنقرة سفيرها في إسرائيل فوراً وإلغاء ثلاث مناورات عسكرية مشتركة. كما عمت التظاهرات الغاضبة المدن التركية لعدة أيام. وكانت تركيا الحليف الرئيسي لإسرائيل في المنطقة ومقصداً سياحياً مفضلاً للإسرائيليين لكن العلاقات بين البلدين تدهورت كثيراً بعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بنهاية 2008 الذي أطلق عليه عملية «الرصاص المصبوب» والذي احتجت عليه أنقرة بشدة. واثر هذا الفتور في العلاقات تراجع عدد السياح الإسرائيليين في تركيا من 558183 عام 2008 الى 311582 عام 2009.