استكملت مجموعة «ذي ليندا غروب» الألمانية إنشاء مصنع لإنتاج الغازات النادرة في ضاحية «المغيرة» الصناعية التونسية. وقدر رئيس «ليندا غاز- تونس» حسين الدغري قيمة استثمارات المشروع ب16 مليون دولار، مشيراً في حديث الى «الحياة» ان المصنع يشمل مختبرات متطورة وورشات للصيانة وظيفتها فصل الغازات الموجودة في الهواء وتحويلها إلى غازات قابلة للاستعمال. أما الغازات النادرة، مثل النيون والكسينون والأرغون، فتُستخدم في الصناعة والطب والزراعة ومعالجة المعادن وفي تحسين مواد الصيدلة. ويندرج المشروع في إطار تنويع مصادر الطاقة في البلد الذي تُعتبر موارده من النفط والغاز شحيحة قياساً بجيرانه. وأظهرت بيانات إحصائية رسمية أن استثمارات تونس في تطوير شبكتي الكهرباء والغاز ارتفعت إلى 585 مليون دولار خلال العام الماضي، وزادت إلى 600 مليون دولار في العام الجاري. وتضاعفت طاقة شبكة توزيع الغاز ثلاث مرات خلال العقدين الأخيرين، إذ زاد عدد المرتبطين بالشبكة من 1.1 مليون مشترك في أواخر الثمانينات من القرن الماضي إلى 3 ملايين حالياً، بينهم 530 ألف أسرة. وساهمت الحوافز والتسهيلات التي وضعتها «شركة الكهرباء والغاز» الحكومية في تشجيع الزبائن على الإرتباط بشبكة الغاز المنزلي. واستُكملت أخيراًَ الدراسات الفنّية الخاصة بمد شبكة توزيع الغاز إلى محافظات قابس (جنوب شرق) وقفصة (جنوب غرب) وبنزرت (شمال)، ما يعني أنها ستغطي كل المناطق بحلول عام 2012. أما على صعيد تطوير إنتاج الكهرباء، فباشرت تونس إنشاء محطة مشتركة مع إيطاليا لتوليد الكهرباء بواسطة الرياح في منطقة الهوارية الساحلية، عبر مؤسسة مشتركة أنشأتها مناصفة شركتا «تيرنا» الإيطالية ونظيرتها التونسية «إس تي إي جي». وتُعتبر الهوارية (100 كيلومتر شرق العاصمة تونس) أقرب نقطة في القارة الأفريقية إلى سواحل صقلية، جنوب إيطاليا. وسينتج المشروع 1200 ميغاوات كهرباء، يُصدر 800 منها إلى السوق الإيطالية عبر كابل بحري يمتد بين البلدين على مسافة 200 كيلومتر إلى صقلية. وكانت إيطاليا باشرت إنشاء 4 مشاريع لإنتاج الكهرباء في تونس، إذ تقوم مجموعة «مونكادا إينرجي» المتخصصة بإنتاج الطاقة الخضراء بإنشاء محطة لتوليد الطاقة بقوة الرياح تنتج 500 ميغاوات، ومحطة ثانية طاقتها 200 ميغاوات، وثالثة تعمل بواسطة المياه، وهي ذات نظام مزدوج يشمل الغاز والبخار، وتُقدر طاقتها ب400 ميغاوات. ويذكر ان «مونكادا إينرجي» المتخصصة في إنتاج الطاقات المتجددة أطلقت العام الماضي خطة استثمارية بقيمة 3 بلايين يورو يستمر تنفيذها خمسة أعوام، ترمي إلى زيادة طاقة إنتاجها إلى 2900 ميغاوات. ولوحظ أن بناء محطات لتوليد الكهرباء بالاعتماد على الرياح باتت تستقطب عدداً متزايداً من المستثمرين الدوليين، إذ شارك 20 مستثمراً في مناقصة لتركيز محطة جديدة في بنزرت (شمال البلاد) طاقتها 120 ميغاوات. وباتت الرياح تولّد 4.5 في المئة من الحجم الإجمالي للطاقة الكهربائية في تونس، وهي نسبة مرشحة للارتفاع في الأمد القريب، وتُعتبر أعلى من المتوسط العالمي، إذ أن هذه النسبة لا تتجاوز 1.5 في المئة في الولاياتالمتحدة و2.5 في المئة في الاتحاد الاوروبي و1.5 في المئة في اليابان. ويتوقع أن تتمكن مصادر الطاقة المتجددة من تحقيق وفر يبلغ 120 الف برميل نفط خام، تعادل قيمتها 50 مليون دولار.